حتى الآن، كانت للهجمات التي استهدفت أعضاء حزب الله اللبناني المدعوم من إيران عبر أجهزة النداء عواقب مدمرة. فقد قُتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، بينهم فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات، وأصيب حوالي 2800 شخص. ووفقًا لوزير الصحة اللبناني، فإن أكثر من 150 من المصابين في حالة حرجة.

من المهم أن نلاحظ أن السبب الدقيق للانفجارات لم يتم تأكيده بعد، والأخبار تتطور كل دقيقة. حتى الآن، قال الخبراء الذين تحدثوا إلى شبكة CNN إن الانفجارات كانت على الأرجح ناجمة عن تلاعب بالأجهزة وليس نظرية أخرى عن خرق للأمن السيبراني يتسبب في ارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم وانفجارها – لكن السلطات لم تؤكد أيًا منهما.

باختصار، جهاز الاتصالات الخاص بك ليس معرضًا لخطر الانفجار إلا إذا تم العبث به بشكل كبير وإضافة مواد متفجرة إليه، حسبما قال الخبراء الذين تحدثوا إلى شبكة CNN.

جاءت الانفجارات في الوقت الذي تتبادل فيه إسرائيل وحزب الله الضربات منذ شهور في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس. ولم يصدر عن قوات الدفاع الإسرائيلية أي تعليق يوم الثلاثاء، رغم أن حزب الله والحكومة اللبنانية ألقتا اللوم على إسرائيل.

أجهزة النداء هي أجهزة لاسلكية يمكنها إرسال الرسائل دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت. ورغم أنها فقدت شعبيتها لصالح الهواتف المحمولة، إلا أن بعض المجالات مثل الرعاية الصحية لا تزال تعتمد عليها.

قال جاستن كابوس، أستاذ الأمن السيبراني في جامعة نيويورك، إنه من الممكن أن يتسبب ذلك في تلف مجموعة متنوعة من البطاريات – وأشهرها بطاريات الليثيوم، التي تسببت في حرائق خطيرة. لكنه قال إنه يبدو أن “الأجهزة صُممت عمدًا للانفجار عند تشغيلها، وليس جهاز النداء الذي يستخدمه الجميع في العالم”.

وقال كابوس “إذا كنت شخصًا عاديًا ولديك بطارية ليثيوم أيون، فلن أشعر بالقلق بشأن هذا الأمر”.

وقال بابتيست روبرت، الباحث في مجال الأمن السيبراني والرئيس التنفيذي لشركة Predicta Lab، إنه بدلاً من تعرض أجهزة الاستدعاء للاختراق، فمن المرجح أنها تعرضت لتعديلات قبل شحنها.

وقال إن حجم الانفجار يبدو أنه هجوم منسق ومتطور.

وقال مايكل هورويتز، رئيس الاستخبارات في شركة الاستشارات الأمنية وإدارة المخاطر “لو بيك إنترناشونال”، إن الانفجار ربما نجم عن تعديل الأجهزة وليس هجوما إلكترونيا.

وقال هورويتز عبر البريد الإلكتروني: “لم نشهد قط استخدام هذا التكتيك على هذا النطاق، لكن هذا يعني أن هذا ليس هجومًا يمكن أن يؤثر على جميع أجهزة النداء. وإذا كان هذا صحيحًا، فهذا يشير إلى اختراق كبير جدًا لسلسلة توريد حزب الله لهذه الأجهزة”.

عندما يتعلق الأمر بسلامة البطاريات، فإن الجمعية الوطنية للحماية من الحرائق لديها مجموعة من الإرشادات المتعلقة بسلامة بطاريات الليثيوم، مثل التخلص منها بشكل صحيح. كما قالت الجمعية إنه يجب على الأشخاص التوقف عن استخدام الأجهزة التي تحتوي على بطاريات ليثيوم أيون إذا أظهرت البطارية أي علامة على التلف بسبب خطر الحريق أو الانفجار.

في عام 2016، أصدرت شركة سامسونج استدعاءً عالميًا لهاتف Galaxy Note 7، مشيرة إلى “مشاكل في خلايا البطارية” التي تسببت في اشتعال النيران في الجهاز وانفجاره في بعض الأحيان. ولكن حتى في ذلك الوقت، كانت التقارير تشير إلى عشرات وليس آلاف، ولم تكن في حدث متزامن.

في عام 2016، تم سحب حوالي 500 ألف من لوحات التحويم بسبب خطر “الاشتعال و/أو الانفجار”، وفقًا للجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأمريكية.

ولم يتضح بعد نوع البطارية التي كانت تستخدمها أجهزة النداء المذكورة. وقال مصدر أمني لبناني لشبكة CNN إن حزب الله اشترى هذه الأجهزة مؤخرا.

كريستيان إدواردز وأدريان فوجت من شبكة CNN أديتي سنغال ساهم في هذا التقرير.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version