بقلم: يورونيوز
نشرت في
واعتبر أن هذا الاعتراف “يعادل عدوانًا صريحًا على سيادة جمهورية الصومال واستقلالها ووحدة أراضيها ووحدة شعبها”.
وكان الرئيس الصومالي قد كتب في وقت سابق على منصة “إكس” أن “العدوان غير القانوني لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعترافه بجزء من الإقليم الشمالي للصومال يتعارض مع القانون الدولي”.
وأكد أن التدخل في الشؤون الداخلية للصومال يخالف القواعد القانونية والدبلوماسية الراسخة، وأن الصومال وشعبها كيان واحد لا يقبل القسمة أو التجزئة.
ردود إقليمية ودولية
أثار الاعتراف الإسرائيلي بإقليم أرض الصومال موجة إدانات إقليمية ودولية، شملت تركيا ودولًا في إفريقيا والشرق الأوسط. واعتبرت الخارجية الفلسطينية الخطوة جزءًا من “محاولات إسرائيل للنيل من السلام والأمن الإقليمي”، محذّرة من احتمال استخدام أرض الصومال كوجهة لتهجير الفلسطينيين من غزة.
كما أدانت الخارجية السورية القرار، معتبرة أنه انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولسيادة الصومال ووحدة أراضيه. وأعرب رئيس الاتحاد الأفريقي عن قلق عميق، مجددًا موقف الاتحاد الرافض للمساس بالحدود الموروثة عند الاستقلال، استنادًا إلى قرار منظمة الوحدة الأفريقية لعام 1964.
وتوالت الإدانات العربية والإسلامية والأفريقية، فيما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الخطوة واصفًا إياها بتعدٍ صارخ على سيادة دولة عربية وأفريقية، ورفض مجلس التعاون الخليجي الاعتراف بالإقليم، في حين شددت السعودية وقطر على رفضهما التام للقرار.
وعلى خلفية هذه التطورات، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الاثنين في نيويورك، بطلب من الحكومة الصومالية، لمناقشة الاعتراف الإسرائيلي، عند الساعة 15:00 بتوقيت نيويورك، وفق ما أعلنت البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة.
الاعتراف والدوافع الإسرائيلية
أصبحت إسرائيل، يوم الجمعة، أول دولة تعترف رسميًا بـ”جمهورية أرض الصومال” المعلنة من جانب واحد دولة مستقلة ذات سيادة، في خطوة يُنظر إليها على أنها قد تغيّر توازنات إقليمية وتشكّل تحديًا مباشرًا لموقف الصومال الرافض للانفصال منذ سنوات. وقال نتنياهو إن بلاده ستسعى إلى تعاون فوري مع الإقليم في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد.
ويُنظر داخل إسرائيل إلى الإقليم كأداة استراتيجية، نظرًا لموقعه في القرن الإفريقي وقربه من مناطق الحوثيين في اليمن، بما يعزز مصالحها في الملاحة البحرية والأمن الإقليمي. وجاء الاعتراف بها بعد محادثات سرية بدأت منذ أبريل بين وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ومسؤولين من صوماليلاند، تخللتها زيارات متبادلة.
وتشير تقارير إعلامية إلى توسّع النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا خلال السنوات الماضية عبر أنشطة استخباراتية وتكنولوجية، شملت إقامة شبكات سرية مع حكومات أفريقية لمراقبة جماعات يُشتبه بارتباطها بحزب الله أو إيران، وتبادل معلومات استخباراتية، وتقديم تقنيات سيبرانية متقدمة.
ويُذكر أن أرض الصومال أعلنت انفصالها عن الصومال عام 1991، لكنها لم تحظَ حتى اليوم باعتراف دولي رسمي، رغم إدارتها نفسها ككيان مستقل فعليًا على المستويات الإدارية والسياسية والأمنية. ولا تزال مقديشو ترفض أي اعتراف بالإقليم، وتعتبره جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وترى أن أي تعامل مباشر معه يشكل انتهاكًا لسيادة البلاد ووحدتها.
ويقع الإقليم على الساحل الجنوبي لخليج عدن، ويُعدّ موقعًا استراتيجيًا يربط الملاحة بين البحر الأحمر والمحيط الهندي. ومنذ خطوة الانفصال، أسّس الإقليم بنية حكم ذاتي تشمل حكومة منتخبة وبرلمانًا وعملة محلية وقوات أمنية.

