بقلم: يورونيوز
نشرت في
بدأت الصين اليوم الاثنين مناورات عسكرية ضخمة حول تايوان، في خطوة وصفتها بأنها تحذير “صارم ضد قوى الانفصاليين والتدخل الخارجي”، فيما أعلنت تايبيه أنها وضعت قواتها في حالة تأهب واتهمت الحكومة الصينية بأنها “أكبر مهدّد للسلام”.
خلفية المناورات
ومع أن الجيش الصيني لم يذكر الولايات المتحدة أو اليابان في بيانه، إلا أن مناوراته جاءت بعد أن أعربت بكين عن غضبها من مبيعات الأسلحة الأمريكية للمنطقة، وبعد عدة تصريحات لمسؤولين معادين لها، منها قول عمدة تايبيه، شيانغ وان-آن، إنه يأمل أن يرتبط مضيق تايوان بالسلام والازدهار بدلاً من الأمواج المتلاطمة والرياح العاصفة، خلال زيارة له إلى شنغهاي، وكذلك حديث رئيسة وزراء اليابان، ساناي تاكايشي، عن أن بلادها قد تتدخل إذا تحركت الصين ضد تايوان.
وكانت بكين قد فرضت الأسبوع الماضي عقوبات على 20 شركة أمريكية دفاعية و10 مسؤولين، بعد أسبوع من إعلان الولايات المتحدة عن مبيعات أسلحة كبيرة للجزيرة بقيمة تزيد على 10 مليارات دولار.
وفي حال وافق الكونغرس الأمريكي على القرار، فستكون هذه أكبر حزمة أسلحة أمريكية على الإطلاق للجزيرة ذات الحكم الذاتي، وبموجب القانون الفيدرالي الأمريكي، سيقع على واشنطن مسؤولية مساعدة تايبيه في دفاعها، وهي نقطة أصبحت مثار جدل متزايد مع بكين.
رد تايوان
وعلى ضوء المناورات، قالت وزارة الدفاع التايوانية على منصة إكس إن تدريبات الاستجابة السريعة جارية، مع وضع القوات في حالة تأهب عالية للدفاع عن الجزيرة.
وأضافت في بيان منفصل أنها نشرت “القوات المناسبة وأجرت تدريبات على الجهوزية القتالية، واعتبرت أن التدريبات العسكرية تؤكد طبيعة الحزب الشيوعي الصيني كمعتدٍ وأكبر مهدّد للسلام.”
كما قالت كارين كو، متحدثة باسم مكتب الرئيس التايواني، إن العملية تقوض استقرار وأمن مضيق تايوان ومنطقة المحيط الهندي الهادئ وتتحدى القانون والنظام الدولي بشكل صريح، مضيفة أن بلادها “تدين بشدة السلطات الصينية لتجاهلها المعايير الدولية واستخدامها التهديد العسكري لتخويف الدول المجاورة.”
أول مرة يُذكر فيها الردع الخارجي
في المقابل، أعلن العقيد الكبير شي يي، المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي للجيش الصيني، أن التدريبات ستجري في مضيق تايوان والمناطق شمال وجنوب غرب وجنوب شرق وشرق الجزيرة.
وأشار إلى أن التدريبات ستركز على دوريات الجهوزية القتالية البحرية والجوية، وتعزيز السيطرة المشتركة على التفوق العسكري الشامل، بالإضافة إلى فرض حصار على الموانئ الرئيسية.
واللافت أن هذه كانت أول مناورات عسكرية يذكر فيها القائد علنًا أن أحد الأهداف هو الردع “متعدد الأبعاد خارج سلسلة الجزر”، إذ قال شي إن المناورات تشكل “تحذيرًا صارمًا لقوى الانفصاليين المؤيدين لاستقلال تايوان وقوى التدخل الخارجي، وهي إجراء مشروع وضروري لحماية سيادة الصين ووحدتها الوطنية.”
وتستمر المناورة من الساعة 8 صباحًا اليوم وحتى 6 مساء غد الثلاثاء حسب التوقيت المحلي، وستشمل خمسة مناطق حول الجزيرة بمشاركة مقاتلات وقاذفات وطائرات دون طيار بالتنسيق مع صواريخ طويلة المدى.












