قبل أيام من تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، قدمت لورا كوبر، نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون روسيا وأوكرانيا وأوراسيا، استقالتها في خطوة تُنذر بتراجع كبير في عدد الموظفين المدنيين ذوي الخبرة داخل البنتاغون.

اعلان

وأثارت استقالة كوبر، التي لعبت دورًا قياديًا في برنامج المساعدات العسكرية بمليارات الدولارات لكييف منذ بداية الغزو الروسي قبل ثلاث سنوات، تساؤلات حول تأثير الإدارة الجديدة على استمرارية الكفاءات المهنية في وزارة الدفاع. وعلى عكس المسؤولين السياسيين الذين يتم استبدالهم مع تغيّر الإدارات، يُتوقع عادة أن يحتفظ الموظفون المدنيون مثل كوبر بوظائفهم بسبب خبراتهم المتراكمة.

كما ذكرت مصادر داخل البنتاغون أن فريق الانتقال التابع لترامب قد أجرى اتصالات عديدة لتحذير الموظفين من إمكانية فقدان وظائفهم. وأشارت المصادر إلى أن القسم الذي ترأسته كوبر، والمسؤول عن التنسيق مع التحالف الداعم لأوكرانيا، مُعرض للإلغاء بناءً على وعود ترامب بإنهاء الحرب سريعًا.

وأفادت صحيفة “التايمز” البريطانية، نقلًا عن مصادر دفاعية، بأن عاملين في البنتاغون تلقوا تحذيرات من فريق ترامب الانتقالي بأن وظائفهم في خطر. وأضافت المصادر أن ترامب يعتزم الإبقاء فقط على المسؤولين الذين يستطيعون إثبات ولائهم له، مما يعكس تحولًا جذريًا في معايير الاستمرارية داخل الوزارة.

وقال مصدر مطلع إن هذه المكالمات خلقت بيئة عمل مشحونة بالخوف والارتباك، مما دفع العديد من الموظفين للتساؤل عن مستقبلهم المهني ومستقبل أسرهم. وأكد المصدر: “يشعر الجميع بالقلق بشأن وظائفهم ورهونهم العقارية ومعيشتهم”.

وكانت كوبر، التي انضمت إلى البنتاغون في عام 2001، قد اصطدمت بترامب في فترة ولايته الأولى عندما قدمت شهادة أمام الكونغرس حول تأخير البيت الأبيض لتقديم 400 مليون دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، متجاهلة أوامر البيت الأبيض بتجاهل مذكرة استدعاء.

وكان هذا التأخير محور تحقيق في الكونغرس بشأن اتهامات لترامب بإساءة استخدام السلطة، حيث طلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البحث عن معلومات تضر بمنافسه جو بايدن. وعلى الرغم من فشل التحقيق في إدانة ترامب، فإن الحادثة ظلت عالقة في الأذهان.

ويواجه البنتاغون، الذي يدير ميزانية تبلغ 850 مليار دولار ويضم ما يقرب من ثلاثة ملايين موظف، الآن تحديًا في الاحتفاظ بكوادره المؤهلة. وقال أحد المصادر إن هناك خططًا لتقليص الموظفين المتمرسين لصالح شخصيات تُظهر ولاءها لترامب كقائد أعلى.

وأوضحت التقارير أن من بين المرشحين للإقالة ضباطًا من رتبة ثلاث نجوم وأربع نجوم ممن يُعتبرون غير ملائمين لمناصبهم، خاصة أولئك الذين كانوا مقربين من الجنرال مارك ميلي، الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة، الذي كان على خلاف دائم مع ترامب.

في فترة ولايته الأولى، أثار ترامب جدلاً عندما تساءل لماذا لا يظهر جنرالاته نفس الطاعة التي أظهرها قادة هتلر له، وفقًا لما صرح به رئيس موظفيه السابق، الجنرال المتقاعد جون كيلي. يعكس هذا التصريح الأولوية التي يمنحها ترامب للولاء الشخصي على حساب الخبرة المهنية، مما يثير مخاوف بشأن تأثير ذلك على الجيش الأمريكي ومؤسساته المدنية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version