منذ نفيها في 2020، تواصل زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تسيخانوسكايا نضالها بلا هوادة ضد نظام لوكاشينكو، ساعية إلى بناء ديمقراطية حقيقية. رغم المسافة، تظل بيلاروس حاضرة في قلبها وذاكرتها، وتعمل على توحيد شعبها في معركة الحرية.
بعد التلاعب بالانتخابات لصالحه، وجدت تسيخانوسكايا نفسها مجبرة على الفرار إلى المنفى، تاركة خلفها وطنها وعائلتها.
التقت يورونيوز بسفيتلانا في برلين، حيث تحدثت عن تجربتها الشخصية وحياتها في المنفى. ورغم القوة التي تظهرها، لم تخفِ مشاعر الحنين إلى وطنها، حيث قالت: أفتقد كل شيء. أفتقد شقتي التي كانت بمثابة الملاذ الآمن لعائلتي، وأفتقد زوجي. تعيش تسيخانوسكايا على أمل العودة إلى بيلاروس يوماً ما، حيث تظل ذكريات عائلتها في الوطن محفورة في ذهنها.
قبل نفيها، كانت تسيخانوسكايا أبرز منافسي لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 بعد اعتقال زوجها الذي كان هو من ينوي الترشح.
بعد ذلك، حملت سفيتلانا شعلة المقاومة، وخاضت المعركة السياسية ضد النظام. تقول إن أكثر من نصف مليون شخص فروا من بيلاروس بسبب القمع في عام 2020. وعلى الرغم من نفيهم، لا يزال هؤلاء البيلاروسيون متمسكين بوطنيتهم ويواصلون النضال من أجل مستقبل أفضل.
تعمل سفيتلانا جاهدة على بناء علاقات قوية مع القادة السياسيين في الغرب، مشيرة إلى أن الديمقراطية في بيلاروس لا يمكن تحقيقها دون دعم المجتمع الدولي.
وتقول: مهمتي هي الحفاظ على وحدة الناس وإلهامهم بعدم الاستسلام. كما تسعى جاهدة إلى تجهيز القوى الديمقراطية في بيلاروس للفترة الانتقالية التي تأمل أن تأتي قريباً.
بينما تواصل تسيخانوسكايا توسيع تحالفاتها في أوروبا، يواصل خصمها، لوكاشينكو، إحكام قبضته على بيلاروسيا رغم العقوبات الدولية. تقول إن النظام يستخدم السجناء السياسيين كورقة مساومة في تعاملاته مع الغرب، محذرة من أن التفاوض مع لوكاشينكو يجلب المزيد من البؤس للشعب البيلاروسي.
تشير إلى أن النظام لا يزال يحتجز العديد من السجناء السياسيين في ظروف قاسية، بما في ذلك الناشطة المعارضة ماريا كوليسنيكوفا، التي تدعمها منذ الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
تضيف سفيتلانا أن لوكاشينكو يخطط لإجراء انتخابات رئاسية جديدة في 2025، لكنها تشير إلى أن المعارضة البيلاروسية غير جاهزة في الوقت الحالي للمشاركة. السبب يعود إلى تدمير المجتمع المدني واعتقال أو نفي القادة الديمقراطيين.
على الرغم من كل ذلك، تعتقد سفيتلانا أن دعم الشعب للنظام يتضاءل بمرور الوقت، وأن اللحظة المناسبة لبدء التحرك نحو الديمقراطية ستأتي حتماً. تقول: علينا أن نكون مستعدين للفرصة المناسبة، لكنني لا أريد أن يضحي الناس بأنفسهم بلا فائدة.
بالإضافة إلى نضالها من أجل بيلاروس، تدعم تسيخانوسكايا الشعب الأوكراني في حربه ضد العدوان الروسي، وتقول إن هناك رابطاً قوياً بين القضيتين، حيث إن الحرية التي تسعى لها أوكرانيا ستساعد أيضاً في تحقيق الحرية في مينسك.
ومع استمرار النضال في بيلاروس وأوكرانيا، تبقى سفيتلانا رمزاً للمقاومة، وتواصل العمل على توحيد البيلاروسيين في الداخل والخارج في معركتهم من أجل مستقبل أفضل لوطنهم.