رؤية هلال رجب 1447: فرصة فلكية مميزة في سماء الوطن العربي

تتجه أنظار هواة الفلك وعموم المسلمين في كافة أنحاء الوطن العربي مساء اليوم (الأحد) إلى الأفق الجنوبي الغربي، حيث يظهر هلال شهر رجب لعام 1447هـ في مشهد سماوي بديع، معلناً بداية أحد الأشهر الحرم ومقدماً فرصة مثالية للرصد والتصوير الفوتوغرافي.

خلفية فلكية وثقافية للحدث

يحمل شهر رجب مكانة خاصة في التقويم الإسلامي، فهو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي ذكرها القرآن الكريم، والتي كان العرب يعظمونها في الجاهلية والإسلام ويمتنعون فيها عن القتال. ويأتي ترتيبه السابع في السنة الهجرية، ويسبق شهري شعبان ورمضان، مما يجعله بمثابة إيذان بقرب حلول شهر الصيام، ليبدأ المسلمون بالاستعداد الروحي والنفسي لاستقباله.

من الناحية الفلكية، أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن القمر كان قد وصل إلى مرحلة الاقتران المركزي يوم أمس (السبت) عند الساعة 04:43 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة. وهذه اللحظة تمثل ولادة الهلال فلكياً، حيث ينتقل القمر من غرب الشمس إلى شرقها، ليبدأ دورة قمرية جديدة. وبعد غروب شمس اليوم، يبتعد القمر عن وهج الشمس بمسافة كافية تسمح برؤيته كهلال نحيل بالعين المجردة في سماء صافية.

أهمية الرصد وتأثيره

تكتسب عملية رصد هلال رجب أهمية مزدوجة؛ دينية وعلمية. فعلى الصعيد الديني، أكدت دائرة الأهلة في المحكمة العليا ثبوت رؤية هلال شهر رجب لعام 1447هـ، وبناءً عليه أصدرت قرارها بأن اليوم هو غرة شهر رجب حسب تقويم أم القرى، وهو ما يترتب عليه تحديد مواقيت المناسبات الدينية اللاحقة.

أما على الصعيد العلمي، فيمثل الحدث فرصة ذهبية لهواة الفلك والمصورين. وأشار “أبو زاهرة” إلى أنه يمكن خلال الرصد ملاحظة ظاهرة “نور الأرض” أو “الوهج الداكن”، حيث يقوم كوكب الأرض بعكس ضوء الشمس على الجزء المظلم من القمر، مما يجعله مضاءً بضوء خافت. ومع مرور الأيام، سيزداد ارتفاع القمر في السماء تدريجياً، كما سيزداد حجم الجزء المضاء منه، مما يجعله مرشداً سماوياً لتحديد مواقع الكواكب والنجوم اللامعة القريبة منه خلال الأسابيع المقبلة. ويعد هذا الوقت مثالياً لمراقبة الأجرام السماوية الخافتة مثل السدم والمجرات، نظراً لقلة إضاءة القمر في بداية الشهر.