وجهت الصين تحذيراً شديد اللهجة إلى المجتمع الدولي، مؤكدة عزمها على "سحق" أي تدخلات أجنبية تهدف إلى دعم استقلال تايوان، في تصعيد جديد للخطاب السياسي والعسكري حول الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها. ويأتي هذا التهديد في ظل توترات جيوسياسية متزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتنامي الدعم الغربي لتايبيه.
جذور الصراع: مبدأ الصين الواحدة والخلفية التاريخية
لفهم عمق هذا التهديد، يجب النظر إلى الخلفية التاريخية المعقدة للعلاقات عبر المضيق. يعود أصل الخلاف إلى نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، عندما انسحبت حكومة الكومينتانغ المهزومة إلى جزيرة تايوان، بينما أسس الشيوعيون جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي. ومنذ ذلك الحين، تتمسك بكين بمبدأ "الصين الواحدة"، الذي يعتبر تايوان مقاطعة متمردة يجب إعادة توحيدها مع الوطن الأم، بالقوة إذا لزم الأمر.
وعلى مدار عقود، سعت الصين لعزل تايوان دبلوماسياً، مطالبة الدول والمنظمات الدولية بالاعتراف بحكومة بكين كممثل شرعي وحيد للصين. ويعد هذا المبدأ حجر الزاوية في الدبلوماسية الصينية، وأي تجاوز له تعتبره بكين مساساً مباشراً بسيادتها وأمنها القومي.
الدور الأمريكي والتدخلات الأجنبية
يشير الخطاب الصيني حول "التدخلات الأجنبية" بشكل أساسي، وإن كان غير معلن دائماً، إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. فعلى الرغم من أن واشنطن لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، إلا أنها ملزمة بموجب "قانون العلاقات مع تايوان" بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها. وقد أثارت صفقات الأسلحة الأمريكية الأخيرة، والزيارات رفيعة المستوى لمسؤولين غربيين إلى تايبيه، غضب بكين الذي ترجمته إلى مناورات عسكرية واسعة النطاق حول الجزيرة.
وترى القيادة الصينية أن هذه التحركات تشجع القوى الانفصالية في تايوان وتزعزع استقرار المنطقة، مما يدفع الجيش الصيني إلى التأكيد بانتظام على جاهزيته القتالية لإحباط أي محاولات لفصل الجزيرة.
التداعيات الإقليمية والدولية المحتملة
لا يقتصر تأثير هذا التوتر على الجانبين الصيني والتايواني فحسب، بل يمتد ليشمل الاقتصاد العالمي والأمن الدولي. تايوان ليست مجرد نقطة خلاف سياسي، بل هي مركز ثقل تكنولوجي عالمي، حيث تنتج شركة TSMC التايوانية الغالبية العظمى من الرقائق الإلكترونية المتقدمة في العالم. أي صراع عسكري في مضيق تايوان قد يؤدي إلى شلل في سلاسل التوريد العالمية، مما سيؤثر على صناعات السيارات، الهواتف الذكية، والذكاء الاصطناعي.
علاوة على ذلك، يعتبر مضيق تايوان ممراً ملاحياً حيوياً للتجارة الدولية. لذا، فإن تهديد الصين بسحق التدخلات الأجنبية يضع المنطقة بأسرها في حالة تأهب، حيث تراقب دول الجوار مثل اليابان والفلبين وأستراليا الوضع بقلق بالغ، خشية اندلاع صراع مفتوح قد يجر قوى عظمى إلى مواجهة مباشرة.
The post الصين تهدد بسحق التدخل الأجنبي في تايوان: تفاصيل الأزمة appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.



