اتهم حزب “فوكس” اليميني المتطرف الحكومة الإسبانية بالإعداد لاستقبال 250 ألف مهاجر من موريتانيا، وهي مزاعم أثارت جدلاً واسعاً بين السياسيين والجاليات المهاجرة.

اعلان

وانتقد الحزب الحكومة بشدة، مدعياً أنها تأتي في إطار سياسة تشجع على الهجرة من دول أفريقية في الوقت الذي يعاني فيه الشباب الإسباني من مشاكل في العثور على فرص عمل.

تفاصيل الاتفاق بين إسبانيا وموريتانيا

وقد وقع بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، اتفاقًا مع موريتانيا يهدف إلى تنظيم الهجرة القانونية من خلال تدريب الشباب الموريتاني وتوفير فرص عمل لهم في إسبانيا، وليس لاستقدام أعداد ضخمة كما يزعم حزب “فوكس”. يتماشى الاتفاق مع سياسة الحكومة الهادفة إلى تنظيم الهجرة بدلاً من التعامل مع الهجرة غير القانونية.

في إطار الاتفاق، وافقت إسبانيا على إصدار تصاريح عمل مؤقتة للموريتانيين وتقديم 500,000 يورو لتدريب قوات الأمن الموريتانية على تحسين مراقبة الهجرة. تأمل الحكومة الإسبانية أن يساهم فتح المزيد من المسارات القانونية في تقليل المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون خلال رحلاتهم الخطيرة عبر المحيط الأطلسي.

من جانبه، وصف ألبرتو نونيز فيجو، زعيم حزب الشعب (PP) المحافظ، الاتفاق بأنه “غير مسؤول” في ظل الأزمة الحالية للهجرة غير القانونية، بينما حذر سانتياغو أباسكال، زعيم حزب “فوكس” اليميني المتطرف، من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى “غزو” المهاجرين.

ردود الأفعال والواقع

في جلسة برلمانية، سأل حزب “فوكس” الحكومة عن التكاليف المالية المتوقعة لاستقبال هذا العدد الكبير من المهاجرين، ووجه انتقادات حادة للقرار، مشيراً إلى أن الحكومة تفضل استقدام المهاجرين من دول مثل موريتانيا وغامبيا بدلاً من التركيز على مشاكل الشباب الإسباني.

من جانبها، اعتبرت الحكومة هذه الأرقام مبالغاً فيها، وأكدت أن ما يروجه حزب “فوكس” ليس سوى جزء من حملة سياسية تهدف إلى إثارة القلق والتأثير على الرأي العام. الرقم المذكور، 250 ألف مهاجر، يعتبر غير واقعي نظراً لحجم الموارد اللازمة لتنفيذ مثل هذه الخطوة.

تُعتبر هذه الحملة جزءاً من استراتيجية حزب “فوكس” لاستخدام قضايا الهجرة كأداة سياسية لتشويه سمعة الحكومة وتعزيز مواقفهم القومية. استخدم الحزب أساليب مشابهة في الماضي للتأثير على الرأي العام بشأن قضايا الهجرة، مما يثير تساؤلات حول مصداقية هذه الاتهامات.

شهدت إسبانيا زيادة ملحوظة في أعداد الهجرة غير النظامية، حيث بلغ عدد الحالات 31,155 حتى منتصف أغسطس، بزيادة قدرها 66% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما ارتفعت أعداد المهاجرين إلى جزر الكناري بشكل كبير بنسبة 154%، مع عبور أكثر من 21,000 شخص إلى الجزر في الأشهر السبعة الأولى من العام، وفقاً لبيانات وكالة “فرونتيكس” الأوروبية.

المصادر الإضافية • أب

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version