أعلن الحزب الجمهوري انتخاب السيناتور جون ثون من ولاية داكوتا الجنوبية زعيما للأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، مما يمثل تحولا مهما في قيادة الحزب، حيث يتولى ثون هذا الدور بعد سنوات من عمله نائبا للسيناتور ميتش ماكونيل.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع عودة الرئيس المنتخب ترامب إلى البيت الأبيض، ما يمهد لمرحلة جديدة من التعاون بين الكونغرس والإدارة القادمة.
فاز ثون، البالغ من العمر 63 عامًا، بهذا المنصب إثر حصوله على تأييد غالبية أعضاء المجلس الجمهوري في اقتراع سري، بعد تنافس قوي مع السيناتورين جون كورنين من تكساس، وريك سكوت من فلوريدا. وكان كورنين قد قدم نفسه كخيار موثوق ومستقر يحظى بخبرة طويلة في مجلس الشيوخ، بينما سعى سكوت لاستمالة جناح الحزب الأكثر تأييدًا لترامب، مركّزًا على الإصلاحات الداخلية وتعزيز النفوذ الجمهوري في المجلس. ورغم الحملة الشرسة من كلا المرشحين، إلا أن ثون نجح في الحصول على ثقة أغلبية الجمهوريين ليصبح زعيمهم المقبل في مجلس الشيوخ.
وتأتي هذه القيادة الجديدة وسط تحديات كبرى تنتظر ثون، حيث من المتوقع أن يواجه معارضة من بعض الأعضاء المتشددين الذين يرون ضرورة تعزيز سلطة ترامب في الكونغرس، بالإضافة إلى الحاجة إلى تحقيق توازن بين طموحات الحزب السياسية وحاجة البلاد إلى استقرار سياسي في هذه المرحلة الحساسة.
وقد يكون أحد أبرز التحديات قدرته على الحفاظ على وحدة الحزب، خاصةً وأن الكونغرس يستعد للنظر في تشريعات حاسمة تتعلق بالاقتصاد والأمن القومي، ما سيتطلب من ثون قدرة عالية على إدارة الاختلافات الداخلية بفعالية.
وعلى الرغم من بعض الخلافات السابقة مع ترامب، فإن ثون قد أعاد بناء علاقته معه في الأشهر الأخيرة، حيث زار مقر ترامب في فلوريدا مرات عدة، وتشاور معه حول كيفية تنفيذ أجندة الإدارة الجديدة.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تعهد ثون بالعمل معه لتحقيق الأهداف التشريعية للرئيس، رغم اختلافات الآراء التي ظهرت بينهما في الماضي حول بعض القضايا، بما في ذلك الاعتراض على نتائج انتخابات 2020.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح ثون شخصية بارزة في مجلس الشيوخ، حيث شغل منصب نائب الزعيم الجمهوري منذ عام 2019 وقاد عدة حملات لدعم زملائه الجمهوريين. وقد جمع أكثر من 31 مليون دولار لدعم المرشحين الجمهوريين، مما جعله يحظى بدعم قوي من زملائه، كما كان له دور مهم في تعزيز التواصل بين الجمهوريين في المجلس.
ويمثل انتخاب ثون خطوة لافتة في مسيرته السياسية التي بدأت منذ 2004، عندما هزم السيناتور الديمقراطي توم داشل، الذي كان حينئذ زعيم الأغلبية الديمقراطية. واليوم، وبعد عشرين عامًا، يتولى ثون بنفسه قيادة الأغلبية في مجلس الشيوخ، مؤكداً على دوره التاريخي في توجيه الحزب نحو سياسات تمثل توجهاته التقليدية.
المصادر الإضافية • أ ب