في اليوم الـ430 للحرب لإسرائيلية على قطاع غزة، استمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي على المنازل والشوارع والمدارس والمرافق الحيوية، وسط تصاعد التحذير من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع. وفي هذه الأثناء نقلت وسائل إعلام عبرية مقتل 3 جنود إسرائيليين من لواء جفعاتي، في اشتباط مع مسلحين بشمال القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 44,758 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، منذ بداية الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. كما أكدت الوزارة أن عدد الإصابات ارتفع إلى 106,134، في حين لا تزال آلاف الجثث عالقة تحت الأنقاض وفي الطرقات التي تعجز فرق الإسعاف عن الوصول إليها بسبب القصف المتواصل.
وأشارت الوزارة إلى أن “القوات الإسرائيلية ارتكبت ثلاث مجازر مروعة خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفرت عن وصول 50 قتيلاً و84 مصابًا إلى المستشفيات”، في مؤشر على تصاعد حدة القصف واستهداف المدنيين.
الهجمات لم تقتصر على المنازل، فقد قصفت القوات الإسرائيلية اليوم مدرسة أبو حسين في مخيم جباليا، والتي كانت تؤوي نازحين هربوا من القصف، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى. كما قصفت مجموعة من المواطنين قرب مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وفي يوم الأحد، لقي 10 فلسطينيين مصرعهم، أثناء وقوفهم في طابور لشراء الدقيق، بعد استهدافهم بغارة جوية مفاجئة في مدينة رفح.
وقد حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تفاقم الوضع الإنساني، مشيرة إلى أن المنازل والبنية التحتية تتحول إلى أنقاض، وأن “التكلفة البشرية لهذه الحرب لا تطاق”.
وفي شمال القطاع، يهدد انقطاع التيار الكهربائي حياة أكثر من 100 مريض في أحد مستشفيات المنطقة، في حين تواصل إسرائيل فرض حصار على جباليا لليوم الـ65 على التوالي، مانعةً آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى الغذاء والماء.
اعتقالات واقتحامات في الضفة الغربية
في الضفة الغربية، شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات واسعة منذ مساء الأحد وحتى صباح الاثنين، طالت 16 فلسطينيًا، بينهم سيدة وأسرى محررون. وشملت الاعتقالات بلدات دورا وصوريف في الخليل، ويعبد في جنين، وسلواد في رام الله، حيث تم التحقيق ميدانيًا مع العشرات قبل اعتقال بعضهم.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى، في بيان مشترك، بأن عدد المعتقلين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب الإسرائيلية تجاوز 12 ألف شخص، وشملت الاعتقالات مختلف الفئات المجتمعية، بما في ذلك العمال والأطفال. وأشار البيان إلى أن “السلطات الإسرائلية تواصل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق العشرات من المعتقلين، خاصة من قطاع غزة، ولم يتم الكشف عن أعدادهم أو هوياتهم بشكل دقيق”.
وأضاف البيان أن الاعتقالات، التي استمرت على مدار 430 يومًا، رافقتها عمليات إعدام ميداني وإطلاق النار بشكل مباشر على المعتقلين، بالإضافة إلى الضرب المبرح، والتحقيق الميداني مع مئات الفلسطينيين.
وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية استخدمت الكلاب البوليسية والمواطنين كدروع بشرية خلال المداهمات، مع تنفيذ عمليات تخريب واسعة للمنازل، والاستيلاء على الأموال، المجوهرات، الأجهزة الإلكترونية، والسيارات، وصولًا إلى هدم منازل أسر المعتقلين كإجراء عقابي.