مع اقتراب الذكرى الثانية لوفاة الشابة مهسا أميني، التي قُتلت خلال احتجازها لدى الشرطة الإيرانية بحجة عدم التزامها بـ”المعايير اللازمة” لارتداء الحجاب، لم تعد رؤية النساء بدون حجاب أمراً مستغرباً في شوارع طهران، خصوصاً عند الغسق.
تتسع دائرة تحدي النساء لإجراءات السلطة الدينية التي يصفها محققو الأمم المتحدة بـ”القمعية“. ورغم أن الرئيس الجديد للبلاد مسعود بيزشكيان وعد خلال حملته الانتخابية بوقف الاجراءات التعسفية التي تتخذها شرطة الآداب تجاه النساء، ولكن تبقى السلطة العليا في البلاد بيد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي قال في الماضي إن ”السفور محرم دينياً وسياسياً”.
وحذرت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة من أن ”التغييرات الهادفة والمساءلة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم لا تزال بعيدة المنال بالنسبة للضحايا والناجين، لا سيما النساء والأطفال”.
أثار مقتل أميني، البالغة من العمر 22 عامًا، في 16 أيلول/ سبتمبر 2022 موجة من الاحتجاجات، وسرعان ما تحولت مطالب المحتجين إلى دعوات علنية للثورة ضد خامنئي. وأدت الحملة الأمنية التي أعقبت ذلك والتي استمرت شهورًا إلى مقتل أكثر من 500 شخص واعتقال أكثر من 22,000 شخص.
تقول طالبة في جامعة طهران شريف، تبلغ من العمر 25 عامًا، والتي لم تذكر سوى اسمها الأول ”آزاده“ خشيةً على نفسها: ”شجاعتي بعدم ارتداء الحجاب أستمدها من مهسا أميني. علينا أن نحمي الإنجاز الذي قامت به”.
لا يزال العصيان محفوفًا بالمخاطر. فبعد أشهر من توقف الاحتجاجات، عادت شرطة الأخلاق الإيرانية إلى الشوارع.
ومنذ ذلك الحين، انتشرت مقاطع فيديو متفرقة لنساء وفتيات صغيرات يتعرضن للتعنيف من قبل الضباط. في تموز/ يوليو، قال نشطاء إن الشرطة أطلقت النار على امرأة هربت من نقطة التفتيش في محاولة لتجنب احتجاز سيارتها لعدم ارتدائها الحجاب.
وعادةً ما تقوم كاميرات المراقبة بالبحث عن النساء غير المحجبات في السيارات لتغريمهن وحجز سياراتهن. وذهبت الحكومة إلى حد استخدام طائرات بدون طيار لمراقبة معرض طهران الدولي للكتاب 2024 وجزيرة كيش بحثًا عن النساء غير المحجبات، بحسب الأمم المتحدة.
ويبدو أن الحكومة لا تتصدى اليوم بشكل مباشر لزيادة عدد النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب، وبدأت ترى على الأرجح تغيّراً ملحوظاً في المشهد السياسي.