في العامين الأولين فقط من الحرب الروسية على أوكرانيا، قدّم حلفاء كييف للقوات الحربية الأوكرانيّة ما لا يقل عن 3.000 دبابة حديثة ومركبات قتالية وشاحنات مدرعة.
ومع اقتراب الحرب الروسية على أوكرانيا من عامها الثالث، يتوجب على حلفاء كييف التركيز على مسألة تصليح هذه المركبات لما قد تحدثه من فوارق في مجريات الحرب.
ويذكر أنّ الآلاف من الدبابات والمركبات القتالية والشاحنات المدرعة المصنوعة في الغرب، كلياً أو جزئياً، قامت بدعم حوالى نصف ألوية الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
وإلى جانب التدريب على تكتيكات الناتو القتالية، ساهم حلفاء كييف باعتماد طريقة جديدة تماماً للتفكير في تنظيم أركان القوات المسلحة والقيادات الإقليمية، مغايرة لتلك المعتمدة من قبل الروس.
مصممة لحماية الطواقم
بحسب ديفيد آكس، الخبير العسكري في فوربس، إن هذه المركبات، على عكس ما اعتقده الأوكرانيون بداية، نجحت إلى حد الآن في حماية طواقمها من الضربات الروسية.
فبعد ثلاثة أشهر من هجومها المضاد الجنوبي المتوقع على نطاق واسع، تخسر الألوية الأوكرانية الكثير من المركبات، لكنّها لا تفقد الكثير من الجنود الذين كانوا داخل هذه المركبات.
الفيديو أدناه يوثق مثلاً لحظة تعرّض عربة همفي أمريكية الصنع للدمار بسبب لغم ولكن الجنود لم يقتلوا، بل تعرضوا لإصابات طفيفة فقط بحسب فرانس برس.
وقال الجندي الأوكراني أولكسندر سولونكو “لقد تحدثت مع جندي نجا من إصابتين مباشرتين على [مركبة قتالية] برادلي [أمريكية الصنع] أثناء القصف”.
وهذا له تأثير في الحفاظ على رأس المال البشري للقوات الأوكرانية.
لكنّه من جهة أخرى، يضع أيضاً العبء على حلفاء أوكرانيا للمساعدة في تصليح المركبات المتضررة من المعركة والحفاظ على قوّة الألوية الأوكرانية في الخطوط الأمامية.
دبابات أفضل من الدبابات السوفياتية؟
أشار المحللان جاك واتلينغ ونيك رينولدز في دراستهما الأخيرة للمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن أنّ “العتاد المقدّم من الغرب يتفوّق بشكل كبير على المدرعات والدبابات من الإرث السوفياتي لسبب أساسي واحد: قدرة الطاقم البقاء على قيد الحياة.
إلاّ أنّ هذه الآليات العسكرية، التي تضمن بقاء جنودها على قيد الحياة، تميل إلى التعرّض للتلف بدلاً من التدمير.
وتبقى متضررة ومهجورة حتى يقوم المهندسون بسحبها خارج ساحة المعركة ويقوم الميكانيكيون بتصليحها بالقرب من خط المواجهة، أو شحنها إلى مستودع أجنبي لإجراء تعديلات كبيرة عليها.
وهذا ما يفرض على أوكرانيا طلب شحنات ضخمة من قطع الغيار حتى تتمكن الأقسام اللوجستية من تصليح المركبات التي لحقت بها أضرار طفيفة بأنفسهم.
وقال واتلينغ ورينولدز “هذا يمثل تحدياً بالنسبة للمركبات التي لم تعد قيد الإنتاج”.
وتقوم، حالياً، بولندا بتصليح دبابات ليوبارد 2A4 ومركبات برادلي القتالية الأوكرانية التي تعد وزارة الدفاع الروسية بمكافآت سخية لتدميرها، بينما تتكفّل ألمانيا بإصلاح أحدث طرازات Leopard 2A6s.
ولكنّ مع تراكم المركبات المتضررة، قد تحتاج أوكرانيا إلى توسيع هذا النشاط اللوجستي بهدف تصليح المركبات.
وكتب واتلينغ ورينولدز “من الواضح الآن أن الصراع سيطول لذلك من المهم أن يستثمر حلفاء أوكرانيا بسرعة لمنحها مساعدات طويلة الأمد”. وأضاف الخبيران “إن الفشل في إجراء تعديل على الدعم في الوقت المناسب سيكون له ثمن باهظ في عام 2024”.