نشرت في آخر تحديث

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صباح الجمعة، إلى بيروت في زيارة رسمية تهدف إلى مساعدة لبنان في تعزيز استقراره السياسي ودعم سيادته، بالتنسيق مع الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، الذي انتُخب قبل أسبوع بعد فراغ رئاسي دام أكثر من سنتين.

اعلان

حطت طائرة ماكرون في مطار رفيق الحريري الدولي حوالى السابعة صباحاً، حيث كان في استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وعقب وصوله، عبّرالرئيس الفرنسي عن ارتياحه بوجوده في البلاد، قائلاً للصحافيين: “أنا سعيد لوجودي في لبنان الذي دخل مرحلة جديدة”.

وأضاف: “أود أن أشكر الرئيس ميقاتي على الجهود التي بذلها لخدمة لبنان في ظل ظروف صعبة للغاية، خاصة خلال الحرب الأخيرة”. 

جولة في بيروت ولقاء في بعبدا

استهل ماكرون زيارته بجولة ميدانية في منطقة الجميزة وسط بيروت، برفقة الموفد الرئاسي الفرنسي جان-إيف لودريان وسفير باريس لدى بيروت هيرفي ماغرو. التقى بعدد من سكان المنطقة.

وخلال الجولة، قُدّمت للرئيس الزائر الفطائر والمعجنات، كما زار أحد مقاهي الجميزة، حيث احتسى القهوة وتبادل الحديث مع الحاضرين. وشملت جولته أيضاً زيارة إلى مركز الصليب الأحمر في الجميزة ومدرسة الثلاثة أقمار.

ثمّ توجّه ماكرون إلى قصر بعبدا للقاء نظيره اللبناني جوزيف عون. وخلال اللقاء، أكد التزام باريس بدعم لبنان، قائلاً: “فرنسا تقف إلى جانب لبنان، وانتخاب الرئيس أعاد الأمل لهذا البلد”.

وأكد ماكرون أنه أجرى مناقشات مع القادة الفرنسيين والأميركيين حول الوضع في لبنان، موضحًا أنه تم التوصل إلى نتائج تضمنت انسحابًا إسرائيليًا مبدئيًا من لبنان، لكنه شدد على ضرورة تسريع هذا الانسحاب وتثبيته في المستقبل.

وأضاف: “نحن ملتزمون بإنجاح الترتيبات السياسية الجديدة، وسندعم هدفكم بلبنان ذي سيادة، حيث يكون السلاح حصراً بيد الجيش اللبناني”، مؤكداً على ضرورة الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أهمية تشكيل حكومة جديدة بسرعة واحترام الالتزامات السابقة، مؤكداً أن بلاده ستواصل تقديم الدعم الاقتصادي والإنساني. كما أعلن عن تنظيم مؤتمر دولي قريباً لحشد المساعدات لإعادة بناء لبنان. 

وتطرق ماكرون إلى الجانب الأمني، مؤكداً استمرار تدريب الجيش اللبناني وتعزيز دعم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، مشيراً إلى أهمية تطبيق القرار 1701 والعمل على ترسيم الحدود على طول الخط الأزرق.

وقد انعقدت خلوة رباعية في قصر بعبدا جمعت رئيس مجلس النواب نبيه بري وميقاتي، إلى جانب عون وماكرون.

حقبة رئاسية جديدة

تأتي هذه الزيارة، وهي الأولى لرئيس دولة أجنبية منذ انتخاب الرئيس اللبناني الجديد، في سياق دعم فرنسا للبنان في تجاوز أزماته المتعددة. وكانت باريس قد أكدت استعدادها للعمل مع الولايات المتحدة ضمن اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، والتي تضم أيضاً اليونيفيل، لتحقيق الاستقرار في جنوب لبنان. 

وانتخب البرلمان اللبناني، قبل أسبوع، قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية بعد حصوله على الأغلبية المطلقة، كما عيّن الرئيس الجديد القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة الجديدة، بعد الانتهاء من الاستشارات النيابية. 

وأكدت فرنسا، من خلال زيارة ماكرون، دعمها الثابت للبنان، مع التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية والعمل على إعادة بناء الدولة اللبنانية على أسس من السيادة والاستقرار.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version