بدأ النازحون الفلسطينيون يوم الاثنين العودة إلى شمال غزة لأول مرة منذ أكثر من عام، بعد رفع إسرائيل الحصار عن المنطقة. وتعد هذه المنطقة من الأكثر تضررًا جراء المعارك العنيفة والدمار الواسع الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وفي مشهد مزيج من الأمل والحسرة، سار العائدون سيرًا على الأقدام في منطقة وادي غزة الساحلية، حاملين متعلقاتهم الشخصية وسط دمار كبير.
وشوهدت عائلات بأكملها تسير على الرمال، تضم رجالًا ونساءً وأطفالًا، بعضهم عاد إلى منازلهم المتضررة أو المدمرة، في محاولة لاستئناف حياتهم بعد فترة طويلة من النزوح.
وخلال العودة، التقى أحد النازحين بشخص لم يقابله منذ بداية الحرب، حيثُ قال: “جئنا من غزة، من الشمال إلى هنا حتى ألتقي به. تركنا بعضنا، هو ترك الشمال ونحن بقينا. الحمد لله التقينا بعد 470 يومًا.”
وكان من المقرر أن تتم العودة يوم الأحد، لكن تأجلت لمدة يومين بسبب مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهودا قبل يوم السبت المقبل. بعد تدخل الوسطاء وحل الخلاف ليلة الأحد، تم السماح للنازحين بالعودة يوم الاثنين.
ورغم مشاعر الفرح التي عبر عنها الفلسطينيون الذين عاشوا لأكثر من عام في مخيمات مؤقتة ومدارس تحولت إلى ملاجئ، إلا أن كثيرين منهم عبّروا عن قلقهم من مستقبلهم، إذ لا يزالون يخشون أن تتحول عملية النزوح إلى دائمة.
هذا القلق تفاقم بعد مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين في مصر أو الأردن.
وكانت إسرائيل قد أمرت بإخلاء شمال قطاع غزة في الأيام الأولى من الحرب، قبل أن تفرض إغلاقًا كاملًا على المنطقة بعد بدء العمليات البرية.
كما أشارت التقديرات إلى أن نحو مليون فلسطيني نزحوا إلى جنوب القطاع في أكتوبر 2023، بينما بقي مئات الآلاف في المناطق الشمالية وسط أصعب ظروف القتال والتدمير.
اليوم، يواجه العائدون تحديات كبيرة، بدءًا من نقص الخدمات الأساسية إلى جهود إعادة بناء البنية التحتية التي دُمرت بالكامل.
المصادر الإضافية • أب