حذرت إيران الحكومة الإيطالية من أن احتجاز المهندس الإيراني محمد عابديني، استجابة لمذكرة أمريكية، قد يهدد العلاقات الثنائية بين البلدين.
جاء ذلك بعد أن ألقت السلطات الإيطالية القبض على عابديني في 16 ديسمبر/كانون الأول في مطار مالبينسا بميلانو، بناءً على طلب أمريكي يتهمه بتوفير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي تم استخدامها للهجوم على موقع أمريكي في الأردن في يناير 2024، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
وعُثر على أدلة على تورط عابديني في الحادث بعد تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، حيث تم تتبع النظام المستخدم في الطائرات بدون طيار إلى شركته التي تتخذ من طهران مقرًا لها.
وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها عبر حسابها الرسمي في منصة “إكس” أنها استدعت السفيرة الإيطالية لدى طهران، باولا أمادي، لتوجيه تحذير رسمي لها بشأن احتجاز عابديني.
وأضافت:” هذا العمل يتماشى مع نوايا واشنطن السياسية والعدائية المثبتة لأخذ المواطنين الإيرانيين، رهينة في جميع أنحاء العالم من خلال فرض تطبيق القوانين المحلية الأمريكية خارج الحدود الإقليمية. “، واصفةً إياه بأنه “عمل غير قانوني”.
في المقابل، استدعى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني السفير الإيراني في روما الخميس على خلفية اعتقال صحفية إيطالية تدعى سيسيليا سالا أثناء عملها، واحتجازها في سجن بالعاصمة.
تسعى الحكومة الإيطالية للإفراج عنها، وتجرى اتصالات مكثفة بين طهران وروما، حيث تتابع رئيسة الوزراء الإيطالية هذا الملف عن كثب.
كتب تاجاني على منصة إكس يوم الخميس، إنه كلف الأمين العام لوزارة الخارجية باستدعاء سفير إيران في روما، وأوضح أن قضية الاحتجاز تتابع “بأقصى قدر من الاهتمام”.
وكان الاعتقال الذي تعرضت له الصحفية الإيطالية في طهران في 13 ديسمبر/كانون الأول له صدى أكبر، حيث تم اعتقالها لحظة وصولها إلى إيران بتأشيرة صحفية، بتهمة “انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية”.
وتُحتجز الصحفية في سجن إيفين في طهران، والذي يعتبر سجنًا معروفًا باحتجاز المعارضين السياسيين. تكهن البعض بأن إيران قد تحتجز سالا كوسيلة ضغط لإجبار إيطاليا على إطلاق سراح عابديني.
من المقرر أن يكون هناك جلسة للاستماع في محكمة الاستئناف بمدينة ميلانو في 15 يناير/كانون الثاني المقبل، حيث ستبت المحكمة في مصير محمد عابديني. وستقرر ما إذا كان سيظل محتجزًا في سجن الأوبرا ، أو سينقل إلى الإقامة الجبرية ريثما تبدأ إجراءات تسليمه المعقدة إلى الولايات المتحدة.
هذا التبادل الدبلوماسي المتوتر بين إيران وإيطاليا يعكس تشابكًا بين عدة قضايا حساسة. ففي الوقت الذي تتمتع فيه إيطاليا بعلاقات دبلوماسية هادئة مع إيران مقارنة مع دول أوروبية أخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، فإنها تعتبر حليفًا تقليديًا للولايات المتحدة، ما يجعل من موقفها في هذه القضية أكثر تعقيدًا.
المصادر الإضافية • أب