حذرت الدراسة السنوية الصادرة عن المركز الأوروبي لرصد المخدرات والإدمان من أن استهلاك المواد غير القانونية يمثل مصدر قلق لصحة الناس في القارة، وللأمن الأوروبي، وأشارت إلى انتشار أنواع جديدة من المخدرات وإلى ارتفاع نسبة العنف المرتبطة بهذا الاستهلاك.

وقالت وكالة مكافحة المخدرات في الاتحاد إن انتشار واستهلاك المخدرات واستخدام المواد غير المشروعة لها تأثير سلبي متزايد على جميع جوانب الحياة الأوروبية. 

اعلان

وأشار المركز في التقرير إلى أن استخدام المخدرات “أصبح تقريباً في كل مكان من المجتمع الأوروبي”، مع تأثر معظم الناس بشكل مباشر أو غير مباشر به أو بالصعوبات المرتبطة به.

وأضاف المركز أن العديد من المواد غير القانونية لا تزال متوفرة وبشكل متزايد أيضاً، ومع اكتشاف مواد جديدة بشكل منتظم، أصبح من الصعب إيجاد حلّ للمشكلة أو التعامل معها. 

وفي حديث له مع يورونيوز قال أليكسيس غوسديل، مدير  المركز الأوروبي لرصد المخدرات والإدمان، إن التطورات الأخيرة “مقلقة”. 

وقال غوسديل “ما يقدّمه التقرير ويعرضه اليوم تأكيد للاتجاه الذي لاحظناه في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، وهو أن المخدرات موجودة في كل مكان. لم يكن لدينا أبداً هذه الكمية من المخدرات التي يتم تهريبها عبر أوروبا أو إنتاجها في القارة”. 

وفي تعريفه للمخدرات، أشار غوسديل إلى أنها “يمكن أن تكون كل شيء. كلّ شيء هدفه في نهاية المطاف التسبب بسلوك إدماني لدى المستهلكين وما يتبع ذلك من عواقب شخصية مباشرة أو غير مباشرة”. 

ولكن غوسديل سلّط الضوء على نقطة مهمة جداً وهي ارتباط استهلاك المخدرات بالعنف، موضحاً أن الربط بين الاثنين كان لا يزال محصوراً خلال العقد الفائت بمناطق محددة من العالم مثل أمريكا اللاتينية. 

ولكن هذا العنف أصبح الآن واقعاً أوروبياً بحسب المتحدث. 

أكثر المخدرات استهلاكاً؟

يؤكّد التقرير الأوروبي الذي نُشر الجمعة، ويخصّ العام 2021، أن القنّب يمثل المادة المخدرة الأكثر انتشاراً واستهلاكاً في أوروبا. 

ويضيف التقرير أن التعامل مع هذه الظاهرة أصبح أصعب بسبب استخدامات القنب الجديدة، فضلاً عن الاختلافات القانونية في الدول الأوروبية تجاه هذه المادة. 

وفي عام 2021، ضبطت سلطات الاتحاد الأوروبي 816 طناً من القنب الصمغي [الحشيش] و 256 طناً من القنب العشبي، وهو أعلى مستوى لهذه المضبوطات منذ عقد.

في الوقت نفسه، بدا أن انتشار الكوكايين في أوروبا كان مرتفعاً للغاية في العام نفسه، حيث صادرت الأجهزة الأمنية 303 أطنان.

اعلان

وتربط السلطات الصحية في التكتل العقار بحوالي خُمس الوفيات بسبب الجرعة الزائدة في عام 2021، ولكنها ترجح أن تلك الأرقام أقل من الأرقام الواقعية. 

وقال غوسديل ليورونيوز “نحن متأكدون إلى حد ما أنّ هذه الأرقام أقل من الواقع لأنه في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي تعاطي الكوكايين الممزوج بمواد أخرى إلى نوبات قلبية، وبالتالي فإن تلك النوبات لا يتم ربطها مباشرة باستهلاك الكوكايين”. 

مخدرات جديدة تغزو أوروبا

على الرغم من أن استهلاك وانتشار المخدرات في أوروبا مرتفع نسبياً، فإن المساعدة المخصصة للمدمنين تبقى ضعيفة بالمقارنة مع ذلك. 

ويشير التقرير إلى أن الدول الأوروبية دعمت وموّلت مراكز مختصة بهذا الشأن في السنوات الأخيرة، ولكن ذلك ليس كافياً حتى الآن. 

ففي بعض الدول الأوروبية مثلاً، فَتحت مراكز مخصصة لتعاطي المخدرات وهي تساعد المدمنين على التخلص تدريجياً من إدمانهم عبر مراقبتهم من قبل مختصين بشكل دائم. 

اعلان

مع ذلك يحذر التقرير من تطوّر أنواع المخدرات وأساليب تهريبها وبيعها في الاتحاد. 

فعلى سبيل المثال، يقول برونو فالكنيرس، وهو مدير أحد مراكز تعاطي المخدرات، إن العاصمة البلجيكية تشهد حالياً استهلاكاً كبيراً للـ “كراك” [حجر الكوكايين أو الكوكايين الصلب القابل للتدخين].  

ويشير فالكنيرس إلى أن هذه الظاهرة انتشرت منذ 5 سنوات تقريباً وهذه المواد ليست متوفرة بالضرورة في المراكز، ما يجعل منها أقل جذباً للمدمنين. 

الفساد والعنف المرتبطان بالمخدرات

يشير التقرير بوضوح إلى ارتباط العنف والفساد بشكل وثيق بتجارة المخدرات واستهلاكها، ويضيف أن مستواهما في تزايد مؤخراً. 

وعن هذا الأمر، قال المركز الأوروبي لرصد المخدرات والإدمان، إنه يهدد أمن أوروبا واستقرارها، مشيراً إلى أن “الفساد ككل خطر كبير على الديمقراطية وسيادة القانون”.

اعلان

وأوضح غوسديل أن الفساد موجود خصوصاً في تجارة الكوكايين، محذراً من أن المجموعات الإجرامية منتشرة في كل مكان وإنها قادرة على نقل هذا الفساد إلى قطاعات أخرى في المجتمع. 

ويوضح التقرير أيضاً أن السلطات تكتشف بطريقة مستمرّة في الأسواق السوداء مخدّرات أقوى، ما يجعل مشكلة المخدرات في أوروبا مشكلة شبه مستعصية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version