في أعقاب تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون، الذي قال إن إسرائيل “تقوم بتطهير عرقي في شمال قطاع غزة” وإن “بيت لاهيا وبيت حانون لم تعودا موجودتين”، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” شهادات مروعة لجنود إسرائيليين تحدثوا عن تعمّد القوات الإسرائيلية تفجير منازل المدنيين أثناء الحرب.

اعلان

وقد وثّقت صور ومقاطع فيديو مشاهد لقوات الجيش الإسرائيلي وهي تقوم بهدم المنازل والمدارس وإحراقها، بينما يظهر الجنود بجانب جثث الضحايا يطلقون دعوات لإبادة الفلسطينيين وطردهم. ووفقاً لتقييم الأقمار الصناعية للأمم المتحدة الذي نُُشر في أيلول/ سبتمبر، تضرر أكثر من 66% من المباني في غزة، بما يشمل 227,591 منزلاً.

إحراق المنازل بدافع الانتقام

أجرت صحيفة “واشنطن بوست” مقابلات مع عدد من الجنود الإسرائيليين تحدثوا عن تجربتهم في غزة، من بينهم يوفال غرين، طبيب عسكري يبلغ من العمر 26 عاماً، والذي قال إنه واجه جنوداً مدفوعين بالتعصب الديني والرغبة في الانتقام.

وأضاف جرين: “كنا نغادر المنازل، وكان يُطلب منا حرقها قبل الرحيل”. وعندما استفسر من قائده عن سبب هذه السياسة، أوضح له أن الهدف هو منع “العدو” من الاستفادة من أي معدات عسكرية قد يتركها الجنود وراءهم.

واتفق معه مايكل زيف، جندي احتياطي في لواء القدس، الذي أشار إلى “شعور قوي بالانتقام” بين الجنود تجاه جميع سكان غزة. وفي حديث مع الصحيفة، أكد كلاهما أنهما لن يعودا إلى الخدمة العسكرية بعد السلوكيات التي شهدا عليها. 

أمّا الجندي شمعون زوكرمان، فقد تحدث مع صحيفة “واشنطن بوست” عن توثيقه عمليات تفجير عشرات المباني بالفيديو، بهدف “رفع الروح المعنوية للناس في إسرائيل“. وأكد أن الجيش أمره لاحقاً بالتوقف عن النشر.

من جانبه، أشار جندي آخر، فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن الجنود أُمروا بحرق المنازل التي تحمل شعارات حركة حماس، موضحاً أن معظم المنازل في غزة تحمل صوراً لقيادات الحركة.

وخلال خدمته التي استمرت خمسة أشهر، قال إنه أشعل النيران في أكثر من 20 منزلاً. وسرد الجندي بالتفصيل الطريقة التي كان الجنود يشعلون بها النار في المنازل، مؤكداً أن هذه الممارسة كانت تُنفذ بشكل ممنهج منذ بداية الحرب على غزة.

شهادات الجنود كشفت أيضاً عن غياب الوضوح بشأن الأهداف العسكرية وراء التفجيرات المتكررة. يوفال غرين تحدث للصحيفة عن زملائه الذين تركوا كتابات مهينة على جدران المنازل ودمروا ممتلكات شخصية، مؤكداً أنه “لم يكن يفهم الدافع العسكري لهذه التصرفات، حتى عندما كانت التفجيرات قريبة منا”. 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version