بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
قالت والدة نافيد أكرم (24 عامًا)، الذي نفّذ مع والده ساجد هجومًا استهدف يهودًا في شاطئ بوندي بمدينة سيدني، إنها لا تصدق أن يكون ابنها وراء الهجوم، في الوقت الذي قررت فيه أستراليا التوجه نحو تشديد قوانين حيازة الأسلحة.
وأضافت فيرينا أكرم، في تصريحات لصحيفة “سيدني مورنينغ هيرالد”، أن الأب والابن أبلغا العائلة بأنهما ذاهبان في رحلة صيد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت: “ليس لديه سلاح ناري، ولا يخرج كثيرًا، ولا يختلط بالأصدقاء، إنه لا يشرب الكحول ولا يدخن، ولا يذهب إلى أماكن سيئة، بل يذهب فقط إلى العمل، ثم يعود إلى المنزل، ويمارس الرياضة، وهذا كل شيء”.
وتابعت: “أي شخص يتمنى أن يكون لديه ابن مثل ابني، إنه شاب طيب”.
وأشارت إلى أنها تحدثت مع ابنها قبل ساعات من وقوع إطلاق النار، قائلة: “اتصل بي وقال: أمي، ذهبتُ للتو للسباحة، ومارستُ الغوص. سنذهب الآن لتناول الطعام، ثم سنعود للبقاء في المنزل لأن الجو شديد الحرارة”.
“البطل الذي انتزع سلاح أحد المنفذين”
ووقع الهجوم المسلح، الأحد، أثناء احتفالات بعيد “الحانوكا” اليهودي في شاطئ بوندي بولاية نيوساوث ويلز الأسترالية، حيث أعلن رئيس وزراء الولاية كريس مينز، مقتل أحد المهاجمين.
وصرحت الشرطة الأسترالية بأن المهاجمَين هما أب وابنه، وأن 15 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 42 آخرون في الهجوم.
وأوضحت أن المهاجم الأب (50 عاما) كان يحمل رخصة سلاح، ويمتلك 6 أسلحة مرخصة، وتم ضبط 6 أسلحة أخرى في موقع الحادث.
في المقابل، وصف والدَا صاحب متجر فواكه تصدّى لأحد منفذي هجوم شاطئ بوندي وجرّده من سلاحه، ابنهما بأنه “بطل”.
وأظهرت لقطات مصوّرة لافتة أحمد الأحمد (43 عامًا) وهو يقترب من أحد المسلحين من الخلف، قبل أن يشتبك معه وينتزع منه بندقية.
وتُظهر المشاهد الرجل وهو يُطبق على المهاجم من الخلف، فيما أُصيب الأحمد بعدة طلقات نارية إثر تجريده المسلح من سلاحه.
وقال والداه، محمد فتح الأحمد وملكة حسن الأحمد، لشبكة “إيه بي سي” إن ابنهما أُصيب بأربع إلى خمس رصاصات في كتفه، ولا تزال عدة طلقات مستقرة في جسده.
وأضافا أنهما وصلا إلى سيدني قادمين من سوريا قبل شهرين فقط، بعد سنوات من الفراق منذ قدوم ابنهما إلى أستراليا عام 2006.
وقالت والدته إنها تلقت اتصالًا أُبلغت فيه بإصابة ابنها في “حادث”، مضيفة: “ظللت ألوم نفسي وأبكي”.
وتابعت: “رأى الناس يموتون وتُزهق أرواحهم، وعندما نفدت ذخيرة ذلك الرجل، انتزع السلاح منه، لكنه أُصيب. ندعو الله أن ينقذه”.
طفلة وناجٍ من الهولوكوست
وكان عدد من الضحايا يشاركون في فعالية لإحياء اليوم الأول من عيد “حانوكا” اليهودي.
ويحتفل اليهود بعيد “الحانوكا” إحياء لذكرى انتصار “المكابيين” على الإمبراطورية السلوقية عام 165 قبل الميلاد، ويستمر الاحتفال هذا العام بين 14 و22 ديسمبر/ كانون الأول.
وأكدت السلطات الأسترالية أن من بين القتلى حاخامين، وناجيًا من المحرقة “الهولوكوست”، وطفلة تبلغ من العمر 10 سنوات.
وأكدت السلطات أن طفلة في العاشرة من عمرها، عرّفتها عائلتها لوسائل الإعلام المحلية باسم ماتيلدا، كانت من بين القتلى.
وكتبت إيرينا غودهو، التي نظمت حملة تبرعات لوالدة الطفلة وقالت إنها كانت معلمتها السابقة، في منشور: “عرفتها طفلة ذكية، مبهجة، ومليئة بالحياة، كانت تنشر النور في كل من حولها”.
كما أكدت مدرسة “هارموني الروسية” في سيدني أن ماتيلدا كانت إحدى طالباتها.
وكتبت المدرسة على صفحتها في فيسبوك: “نحزن ببالغ الأسى لمشاركة نبأ وفاة إحدى طالباتنا السابقات في المستشفى متأثرة بإصابات ناجمة عن إطلاق نار”.
وأضافت: “نتقدم بأحرّ التعازي والمواساة إلى أسرتها وأصدقائها وكل المتأثرين بهذا الحدث المأساوي، ستبقى ذكراها في قلوبنا، ونكرم حياتها والوقت الذي أمضته كجزء من عائلة مدرستنا”.
تشديد قوانين حيازة الأسلحة
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز عن توجه الحكومة لتشديد قوانين حيازة الأسلحة في أعقاب الهجوم المسلح الذي وقع في شاطئ بوندي
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده، الاثنين، بشأن الهجوم المسلح بمدينة سيدني، حيث أكد ألبانيز أن الحكومة ستتخذ الإجراءات اللازمة، وتشدد قوانين حيازة الأسلحة.
وقال: “سأضيف قوانين أكثر صرامة بشأن حيازة الأسلحة إلى جدول أعمال مجلس الوزراء، بما في ذلك فرض قيود على عدد الأسلحة التي يُمكن للفرد استخدامها أو الحصول على ترخيص لها”.
وأوضح أن ظروف الأشخاص “قد تتغير” بمرور الوقت، ولذلك لا ينبغي أن تكون تراخيص حيازة الأسلحة “دائمة”.












