شهد عام 2024 تقلبات كبيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث واجه أحداثًا متباينة بين تعزيز سلطته في الداخل والسعي لكسر عزلة روسيا الدولية بسبب الحرب في أوكرانيا، فكان عامًا تخللته نجاحات انتخابية، أزمات أمنية، وتطورات على الساحة الدولية تركت أثرها العميق على مسار السياسة الروسية.
يناير: انتخابات محسومة ولكن مثيرة للجدل
بدأ بوتين العام بحملة انتخابية بلا منافسين حقيقيين بعد استبعاد المعارضين البارزين من السباق، سواء بالسجن أو النفي. ومع ذلك، شكل الدعم الشعبي لبوريس ناديوجدين، الذي جمع 100 ألف توقيع للترشح قبل استبعاده، إشارة واضحة إلى استمرار الرغبة الشعبية في التغيير السياسي، مما وضع الكرملين في موقف محرج.
فبراير: وفاة نافالني تهز المعارضة
وفي فبراير، توفي أليكسي نافالني، المعارض الأقوى لبوتين، أثناء قضاء عقوبة سجن طويلة في سيبيريا. وقد أثار موته موجة غضب دولية وشهدت جنازته في موسكو مشاركة عشرات الآلاف في تحدٍ غير مسبوق للكرملين. وترك غياب نافالني فراغًا كبيرًا في صفوف المعارضة وأثار اتهامات جديدة ضد الحكومة.
مارس: هجوم إرهابي يلطخ انتصار الانتخابات
وبعد فوزه المتوقع في الانتخابات بولاية خامسة، تعرضت موسكو لهجوم دموي في قاعة حفلات أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصًا. ادعى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية، بينما اتهمت الحكومة الأوكرانيين دون تقديم دليل. وقد أعاد الهجوم للأذهان حقبة العنف في بداية عهد بوتين وأبرز التحديات الأمنية المتزايدة.
يونيو: زيارة تاريخية إلى كوريا الشمالية
أمّا في يونيو، قام بوتين بزيارة كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عامًا، حيث وقع اتفاقية للدفاع المشترك مع كيم جونغ أون. وعززت هذه الاتفاقية العلاقات بين البلدين، لكنها زادت من قلق المجتمع الدولي بشأن توسع التحالفات المناهضة للغرب.
يوليو: إدانة صحفي أمريكي وإشارة لتصعيد القمع
وبعدها بشهر، أدانت محكمة روسية الصحفي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش بتهمة التجسس، في حكم أثار انتقادات واسعة. واعتبرت المحاكمة رسالة تحذير للصحفيين الدوليين، في وقت تتزايد فيه الضغوط على الإعلام.
أغسطس: تبادل أسرى وهجوم عسكري أوكراني
كما شهد أغسطس عملية تبادل أسرى هي الأكبر منذ نهاية الاتحاد السوفيتي، شملت صحفيين ومعارضين بارزين. وفي نفس الشهر، نفذت أوكرانيا هجومًا مفاجئًا على منطقة كورسك الروسية، مما كشف ضعف الدفاعات الروسية وأثار مخاوف واسعة بشأن قدرة الكرملين على حماية أراضيه.
سبتمبر: بوتين يتحدى الغرب بزيارة منغوليا
زار بوتين منغوليا في سبتمبر لتوقيع اتفاقيات اقتصادية. الزيارة، التي تجاهلت مذكرة الاعتقال الدولية بحقه، عكست إصرار الكرملين على تعزيز تحالفاته الإقليمية وسط الضغوط الغربية لعزله.
أكتوبر: جنود كوريون شماليون وتهديدات بصواريخ خارقة
في أكتوبر، أرسلت كوريا الشمالية آلاف الجنود لدعم روسيا في الحرب الأوكرانية، بينما أعلنت موسكو عن اختبار صاروخ جديد وصفه بوتين بأنه “غير قابل للاعتراض”. هذا التصعيد زاد من توتر العلاقات بين روسيا وحلف الناتو.
نوفمبر: عودة ترامب وصواريخ جديدة تهدد الغرب
في نوفمبر، أثار فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية قلقًا بشأن مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا، بينما أطلقت روسيا صاروخ “أورشنك” في رسالة تهديد واضحة، مشيرة إلى استعدادها لتوسيع نطاق الحرب.
ديسمبر: أزمات متوالية وسقوط الحليف السوري
واختُتم العام بانهيار حكومة بشار الأسد، حليف روسيا الأبرز في الشرق الأوسط، مما أثار تساؤلات حول قدرة موسكو على الحفاظ على نفوذها الدولي.
في ذات الوقت، قُتل جنرال روسي كبير في تفجير بموسكو، واختتمت السنة بحادث تحطم الطائرة الأذرية ما أثار انتقادات حادة ضد الدفاعات الروسية.