بقلم: يورونيوز
نشرت في
وأوضح المكتب الاتحادي الألماني للتحقيق في حوادث الطيران أنه تلقى طلبًا يستفسر عن إمكانية المساعدة في قراءة مسجلات الصندوق الأسود الخاصة بالطائرة المنكوبة.
وقال إنه تواصل مع هيئة التحقيق في حوادث الطيران التركية، وطلب تزويده بصور عن المسجلات للتأكد من قدرته التقنية على قراءتها.
وأضاف أنه بعد التأكد من ذلك، سيتم نقل المسجلات إلى ألمانيا وقراءتها هناك، على أن تُعاد البيانات المستخرجة لاحقًا إلى الجهة التركية التي تتولى التحقيق، والتي ستجري التحليل الحصري للمعطيات.
تحقيق بإشراف “دولة محايدة”
كانت السلطات التركية قد أعلنت في وقت سابق أن مهمة التحقيق ستُحال إلى “دولة محايدة”، مرجّحة أن تكون ألمانيا. كما أفادت وزارة الخارجية الليبية، يوم الثلاثاء، بأن المملكة المتحدة طُلب منها أيضًا المساعدة في التحقيقات المرتبطة بتحطم الطائرة.
وأشارت التحقيقات الأولية التركية إلى استبعاد وجود عمل تخريبي، مع ترجيح أن يكون سبب الحادث عطلًا فنيًا، فيما قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية برهان الدين دوران إن الطائرة أبلغت عن عطل فني وطلبت تنفيذ هبوط اضطراري قبل تحطمها.
وكانت الطائرة الخاصة من طراز “فالكون 50” قد أقلعت من مطار أنقرة إيسنبوغا الدولي متجهة إلى طرابلس، قبل أن يُفقد الاتصال بها بعد نحو 40 دقيقة من الإقلاع، ليُعثر لاحقًا على حطامها على بعد نحو كيلومترين جنوب قرية كسيك كافاك في قضاء هايمانـا.
وقد عُثر على الصندوق الأسود لجهاز التسجيل الصوتي في أرض زراعية قرب موقع تحطم الطائرة، وهو ما شكّل عنصرًا محوريًا في مسار التحقيق.
ضحايا الحادث ولقاء أنقرة الأخير
إلى جانب محمد الحداد، قُتل في الحادث كل من مستشاره محمد العساوي دياب، واللواء الفيتوري غريبيل، والمستشار محمود القيطوعي، والمصوّر محمد عمر أحمد محجوب، إضافة إلى طاقم الطائرة المؤلف من ثلاثة أشخاص، وجميعهم من الجنسية الفرنسية.
وكان الحداد قد زار أنقرة والتقى رئيس أركان الجيش التركي سلجوق بيرقدار أوغلو في 23 ديسمبر/كانون الأول 2025، في لقاء قالت تقارير إنه جاء في إطار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، في ظل العلاقات الوثيقة التي تربط أنقرة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية المدعومة من الأمم المتحدة.
ولا تزال ليبيا ترزح تحت وطأة تداعيات الحرب الأهلية منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، في ظل صراعات داخلية محتدمة على السلطة وتداخل عوامل التدخل الخارجي، إذ تشهد البلاد انقسامًا سياسيًا يتمثل في وجود حكومتين: الأولى معترف بها دوليًا وتتخذ من طرابلس مقرًا لها في غرب البلاد برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية تتمركز في شرق ليبيا، وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر، وتتخذ من بنغازي مقرًا لها.












