إعلان الجيش السوداني لم يحظَ باعتراف كامل من جانب قوات الدعم السريع
في تطور جديد يعكس تعقيد الصراع المستمر في السودان، أعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم بعد أسبوع من استعادته القصر الرئاسي من قوات الدعم السريع.
وجاء هذا الإعلان في بيان صدر مساء الخميس عن المتحدث باسم الجيش نبيل عبدالله، الذي أكد أن قوات الجيش تمكنت من “تطهير آخر جيوب شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية” في الخرطوم، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو التي تخوض حربا مع القوات السودانية منذ عام 2023.
وفي تصريح له الأربعاء 26 مارس/ آذار، قال البرهان إن “الخرطوم حرة وانتهى الأمر”، وذلك أثناء إطلالته الأولى من القصر الرئاسي منذ عامين.
وعلى الرغم من ذلك، فإن إعلان الجيش السوداني لم يحظَ باعتراف كامل من جانب قوات الدعم السريع، التي أعلنت عبر مستشار قائد قواتها مصطفى محمد إبراهيم أن الانسحاب من الخرطوم كان “تكتيكياً” وليس اعترافاً بالهزيمة.
وأكد إبراهيم لـ”سكاي نيوز عربية” أن القصر الرئاسي الذي يتحدث عنه البرهان “ليس سوى ركام”، وأن القوات ما زالت تقاتل بشراسة في الميدان.
تطورات ميدانية ومعادلة جديدة
مصادر عسكرية كشفت لوكالة فرانس برس أن بقايا قوات الدعم السريع بدأت الانسحاب عبر جسر جبل أولياء، وهو الطريق الوحيد المتاح أمامهم للخروج من منطقة الخرطوم.
ومع ذلك، أكدت قوات الدعم السريع أنها لن تتراجع أو تستسلم، مشددة على أنها ستعمل على “حسم المعركة لمصلحة الشعب السوداني”.
كارثة إنسانية لا تزال قائمة
يأتي هذا التطور وسط واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم. منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف من السودانيين، فيما نزح أكثر من 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العصر الحديث.
كما تسببت الحرب في انقسام السودان إلى مناطق تحت سيطرة الجيش في الشمال والشرق، ومناطق أخرى تخضع لقوات الدعم السريع في غرب السودان وإقليم دارفور.