ينصّ التشريع أن الانتهاكات قدّ تكلف مرتكبيها غرامات ضخمة تصل إلى نحو 30 مليون يورو أو 6 بالمئة من الإيرادات السنوية للشركة، النسبة التي قد توازي المليارات في حالة الشركات الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت.
أقرّ البرلمان الأوروبي الأربعاء قانوناً جديداً من نوعه لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي حيث صوّت لصالحه 488 نائباً بينما عارضه 28، وامتنع 93 آخرون عن التصويت.
ولكن البرلمان رفض أحد التعديلات التي تسمح للسلطات الأمنية بجمع بيانات المستخدمين ومقاييسهم الحيوية [Biometrics] بشكل مباشر، إذ يمسّ بخصوصية المواطنين.
ويأتي إقرار التشريع بعد جهود متواصلة تبذلها بروكسل منذ سنوات لوضع قوانين تضبط وتنظم استخدام الذكاء الاصطناعي الذي أثار مخاوف كبيرة مؤخراً.
وسينظم التشريع، الذي اقتُرح للمرة الأولى عام 2021، في أيّ دولة من التكتل، أي منتج أو خدمة تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وسيصنّف التشريع أنظمة الذكاء الاصطناعي في أربع درجات من “الأقل خطورة” إلى “غير المقبول”.
وعلى سبيل المثال، ستخضع التطبيقات الأهمّ، مثل تطبيقات التوظيف، أو التكنولوجيا التي تستهدف الأطفال، لمجموعة من القيود والقوانين الأشدّ خصوصاً لناحية البيانات والشفافية.
وينصّ التشريع أن الانتهاكات قدّ تكلف مرتكبيها غرامات ضخمة تصل إلى نحو 30 مليون يورو أو 6 بالمئة من الإيرادات السنوية للشركة، وهي النسبة التي قد توازي المليارات في حالة الشركات الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت.
وكالة أممية للذكاء الاصطناعي قريباً؟
في السياق، حذّر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين الفائت، من التهديدات التي قد تشكلها أنظمة الذكاء الاصطناعي غير المضبوطة.
وقال غوتيريش “نحن بحاجة إلى فعل أي شيء ممكن للتأكد من أن التطور المستقبلي للذكاء الاصطناعي لا يدخل في المنطق الذي يلغي تماماً القدرة البشرية ويخلق وحشاً لن يتمكن أحد من السيطرة عليه”.
وأعرب المسؤول الأممي عن تأييده لإنشاء وكالة أممية متخصصة بالذكاء الاصطناعي “مستوحاة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مشيراً إلى أن الدول الأعضاء فقط هي صاحبة القرار.
وقال الأمين العام للمنظمة إن مخاطر الأخبار المضللة قد ازدادت مؤخراً مع مع التطور التكنولوجي السريع على غرار الذكاء الاصطناعي التوليدي” الذي يسمح بإنتاج صور وفيديوهات مزّيفة لكنها واقعية أكثر فأكثر”.
التضليل الإعلامي
كما شدّد غوتيريش على وجوب ألا “تغيّب” أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة “الضرر الدولي البالغ” الذي يسببه التضليل الإعلامي عبر الإنترنت، داعياً إلى اعتماد “قواعد سلوك” دولية.
وقال أمين عام الأمم المتحدة في مؤتمر صحافي إن “القلق بشأن التهديد الذي يشكله التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي التوليدي، يجب ألا يغيّب الضرر الذي سببته التقنيات الرقمية”.
وشدّد غوتيريش على أن “نشر خطاب الكراهية عبر الإنترنت والمعلومات المضللة والمغلوطة” يسبب “ضرراً دولياً بالغاً”.
وأكد في معرض إطلاق موجز سياساتي حول سلامة المعلومات على المنصات الرقمية، أن سوء استخدام هذه المنصات يؤدي إلى “إذكاء الصراع وتهديد الديمقراطية وحقوق الإنسان والإضرار بالصحة العامة وتقويض الجهود المناخية”.
ودعا إلى بلورة “مدونة الأمم المتحدة لقواعد السلوك بشأن سلامة المعلومات على المنصات الرقمية”.
وسيجري الأمين العام مشاورات مع حكومات ومنصات وعلماء هيئات مجتمع مدني بغية التوصل لنشر مدونة قواعد السلوك بحلول موعد قمة 2024.
المصادر الإضافية • وكالات