بقلم: يورونيوز

نشرت في

دخلت الاحتجاجات ضد غلاء المعيشة وتدهور الأوضاع الاقتصادية يومها الثالث في إيران، مع انضمام طلاب جامعيين إلى التحرك الذي بدأه تجار في العاصمة طهران، في مؤشر على اتساع رقعة السخط المرتبط بالأزمة الاقتصادية.

انضمام طلاب وتحركات في أكثر من مدينة

وشهدت طهران، الثلاثاء 30 كانون الأول/ديسمبر، تظاهرات طلابية أمام عدد من الجامعات، كما سُجلت تحركات مماثلة في مدينة أصفهان وسط البلاد، بحسب ما أفادت وكالة “إيلنا” القريبة من الأوساط العمالية، نقلا عن أحد صحافييها. وأشارت الوكالة إلى أن الاحتجاجات طالت سبع جامعات في طهران إضافة إلى إحدى مؤسسات التعليم العالي في أصفهان.

انتشار أمني وإعادة فتح جزئي للأسواق

وترافق التحرك مع انتشار أمني مكثف عند التقاطعات الرئيسية في وسط طهران وفي محيط بعض الجامعات، بحسب مشاهدات صحافيين. وفي الوقت نفسه، أعيد فتح عدد من المتاجر التي كانت قد أغلقت في اليوم السابق وسط العاصمة، بعدما نفذ تجار إضرابا احتجاجا على التدهور الاقتصادي.

وبقيت التحركات، وفق مراسلين، محصورة إلى حد كبير في وسط طهران، حيث تتركز الأنشطة التجارية، فيما واصلت غالبية المتاجر في باقي أنحاء المدينة عملها بشكل طبيعي.

وكان التحرك قد انطلق الأحد من أكبر أسواق الهواتف المحمولة في طهران، قبل أن يتوسع بشكل محدود. ويأتي ذلك في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية، ولا سيما مع الانخفاض السريع في قيمة الريال الإيراني نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على البلاد.

دعوات رسمية للحوار

وفي أول تعليق رسمي، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الاستماع إلى “المطالب المشروعة” للمحتجين، معلنا أنه طلب من وزير الداخلية فتح قنوات حوار مع ممثلين عن المتظاهرين، بما يسمح للحكومة بالتعامل مع الأزمة بمسؤولية.

كما أفادت وكالة “مهر” بأن بزشكيان التقى مسؤولين نقابيين واقترح مجموعة إجراءات ضريبية يُفترض أن تساعد الشركات لمدة عام، في محاولة لتخفيف الضغوط الاقتصادية.

مقارنة مع احتجاجات سابقة

ورغم تصاعد السخط الشعبي، تبقى هذه الاحتجاجات أضيق نطاقا مقارنة بالتحركات الواسعة التي شهدتها إيران أواخر عام 2022 عقب وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق، والتي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن.

كما أعادت التطورات الحالية إلى الأذهان احتجاجات عام 2019 التي اندلعت بعد الإعلان عن زيادة حادة في أسعار البنزين، وامتدت إلى نحو مئة مدينة وأسفرت عن عشرات القتلى.

تحذيرات سياسية وإجراءات منفصلة

وحذر رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف من مخاطر استغلال التظاهرات لبث “الفوضى والاضطرابات”، مكررا اتهامات رسمية سابقة لقوى أجنبية بالوقوف خلف تحريك الاحتجاجات.

وفي سياق منفصل، أعلنت وسائل إعلام رسمية إغلاق المدارس والبنوك والمؤسسات العامة في طهران ومعظم أنحاء البلاد الأربعاء، بقرار من السلطات بسبب برودة الطقس وترشيد استهلاك الطاقة، من دون ربط القرار بالاحتجاجات.

انهيار العملة وضغط معيشي

ويواجه الاقتصاد الإيراني صعوبات متراكمة نتيجة عقود من العقوبات الغربية، تفاقمت مع إعادة فرض العقوبات الدولية في نهاية أيلول/سبتمبر. وسجل الريال الإيراني، الأحد، مستوى قياسيا جديدا في السوق غير الرسمية، متجاوزا 1.4 مليون ريال مقابل الدولار الواحد، مقارنة بنحو 820 ألف ريال قبل عام.

ورغم تسجيل تحسن طفيف في سعر الصرف الاثنين، لا تزال التقلبات الحادة تغذي التضخم وتضغط على القدرة الشرائية. وأدى ذلك إلى شلل في مبيعات بعض السلع المستوردة، في وقت يفضل فيه التجار والمستهلكون تأجيل المعاملات وسط حالة عدم اليقين.

شاركها.
اترك تعليقاً

© 2025 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version