عززت باكستان من إجراءاتها الأمنية بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الصيني الجديد، لي تشيانغ، الذي وصل لإجراء محادثات ثنائية. تأتي هذه الزيارة في وقت يتصاعد فيه مستوى التأهب الأمني في البلاد، خاصة بعد مقتل عدد من المهندسين الصينيين والهجوم المسلح الذي استهدف 21 عاملًا.
كما رفعت السلطات من جاهزيتها الأمنية في العاصمة إسلام آباد ابتداءً من يوم الاثنين، استعدادًا لوصول لي تشيانغ في زيارة تستمر أربعة أيام، والتي تتزامن أيضًا مع اجتماع قادة حكومات منظمة شنغهاي للتعاون هذا الأسبوع. وتمثل هذه الخطوات جزءًا من جهود تأمين زيارة المسؤول الصيني وضمان سلامة الوفود المشاركة في القمة.
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، أن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ سيقوم بزيارة رسمية إلى باكستان من الاثنين إلى الخميس، برفقة وفد رفيع المستوى من المسؤولين.
ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الثالث والعشرون لمنظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم تسعة أعضاء رئيسيين من بينهم الصين والهند وإيران وروسيا، يومي الثلاثاء والأربعاء في إسلام آباد.
من جانبها، أوضحت الداخلية الباكستانية، أن الجيش سيتولى مسؤولية تأمين المنطقة التي ستستضيف معظم الاجتماعات في العاصمة، والتي تشمل البرلمان والمقار الدبلوماسية، لضمان توفير أعلى مستويات الأمن خلال هذا الحدث الهام.
وأعلنت الحكومة عن عطلة لمدة ثلاثة أيام في إسلام آباد، وأغلقت المدارس والشركات أبوابها. وتم نشر قوات كبيرة من الشرطة والقوات شبه العسكرية.
تصاعدت التوترات في باكستان بعد أن دعا رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان إلى احتجاج في 15 تشرنن الأول/ أكتوبر للضغط من أجل إطلاق سراحه، في أعقاب اشتباكات عنيفة بين الموالين لحزبه وقوات الأمن.
وسعت إسلام آباد إلى الحد من تحركات المواطنين الصينيين في المدينة، مشيرة إلى مخاوف من أعمال العنف التي قد يقوم بها المسلحون الانفصاليون.
وسيرأس لي ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف وفديهما لمناقشة العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون بخصوص الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، وهو استثمار بقيمة 65 مليار دولار في الدولة الواقعة في جنوب آسيا في إطار “مبادرة الحزام والطريق” للرئيس الصيني شي جين بينغ.
من المتوقع أن يفتتح رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ مطار “غوادار” الدولي، الذي تم تمويله من خلال الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، في إقليم بلوشستان المضطرب بجنوب غرب باكستان، والذي يحد أفغانستان وإيران.
وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية، أن القمة ستشهد مشاركة رؤساء وزراء من الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، بما في ذلك الصين وروسيا وبيلاروس وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
كما سيشارك النائب الأول لرئيس إيران ووزير الشؤون الخارجية الهندي في الاجتماعات، مما يعكس أهمية التعاون الإقليمي في هذه المرحلة.