أفاد تحليل نشره موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأمريكي أن سعي إسرائيل لتوطين سكان غزة خارج فلسطين، مخطط فاشل ولا يمكن أن يؤدي سوى إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وحكومة بنيامين نتنياهو.
جاهر كل من وزيري المالية والأمن القومي الإسرائيليين، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بالدعوة إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، فقد دعا بن غفير الإثنين الماضي إلى عودة المستوطنين إلى القطاع بعد انتهاء الحرب، وإلى تهجير السكان الفلسطينيين إلى بلدان تقبل استقبالهم كلاجئين.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن سموتريتش قوله إن “أكثر من 70% من الجمهور الإسرائيلي يؤيد حلاً إنسانياً لتشجيع الهجرة الطوعية لفلسطيني غزة واستيعابهم في بلدان أخرى”.
وأثارت تصريحات الوزيرين تنديد منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، كما رفضتها ألمانيا وفرنسا، ووصفتاها بأنها “غير مجدية واستفزازية”، واعتبرتها دول عربية انتهاكاً للقوانين الدولية.
ويقول تقرير “ستراتفور” إنه من غير المرجح أن تقوم إسرائيل بنقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين خارج المنطقة، كما أنه من المستبعد جداً أن يهاجر الفلسطينيون بشكل طوعي إلى أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدول الإقليمية التي يمكن أن توفر للفلسطينيين النازحين فرصة أفضل للعيش، مثل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، غير مستعدة أيضاً لاستقبالهم، خوفاً من أن يُنظر إليهم على أنهم متواطئون مع “التطهير العرقي الإسرائيلي” لقطاع غزة.
وكان موقع “تايمز أوف إسرائيل” قد كشف أن إسرائيل تُجري محادثات سرية مع جمهورية الكونغو الديمقراطية بشأن استقبال المهجرين من قطاع غزة.
وأورد الموقع أن مسؤولين إسرائيليين قادوا محادثات غير رسمية مع الكونغو وعدة دول أخرى لاستكمال النقاش حول قبول محتمل للفلسطينيين من غزة بعد الحرب.
وبحسب تحليل ستراتفور، فإن هذه التصريحات العلنية لمسؤولين إسرائيليين حول التهجير القسري لسكان غزة، سوف تؤدي إلى انقلاب الرأي العالمي ضدهم، خاصة وأنه يتعارض مع قواعد الشرعية الدولية.
كما سيؤدي إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، وقد يدعو الرئيس الأمريكي جو بايدن في النهاية علنًا إلى تنحية بنيامين نتنياهو وتعيين رئيس وزراء جديد في إسرائيل.
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية رفض واشنطن لتصريحات سموتريتش وبن غفير بشأن ما يسميانه تهجير الفلسطينيين “طوعاً” خارج غزة، ليرد الوزيران، أمس الأربعاء، بانتقاد الولايات المتحدة على خلفية وصفها تصريحاتهما تلك بأنها “غير مسؤولة”.
وأكد بن غفير أن إسرائيل ليست “نجمة أخرى على العلم الأمريكي”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق إنه يعمل على “الهجرة الطوعية” لسكان غزة، ويبحث عن بلدان يمكن أن تستضيفهم، وذلك بعد طرح مقترح تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية أول الحرب.