أعلنت وكالة الفضاء السعودية عن تحقيق إنجاز علمي بارز، بالكشف عن نتائج 11 ورقة بحثية متخصصة، نتاج المهمة العلمية التاريخية للمملكة إلى محطة الفضاء الدولية (SSA-HSF1) في عام 2023. هذه الأوراق، التي تشمل تسع أوراق وطنية وورقتين دوليتين، تمثل الدفعة الأولى من المخرجات البحثية لـ 19 تجربة رائدة أجريت في بيئة الجاذبية الصغرى، وركزت على مجالات حيوية كالطب الحيوي، وصحة الإنسان، والعلوم والتقنية.
خلفية تاريخية وسياق المهمة
تأتي هذه المهمة كجزء من طموحات المملكة في قطاع الفضاء، والتي تتماشى بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد وبناء مجتمع قائم على المعرفة. وقد شكلت رحلة رائدي الفضاء السعوديين، ريانة برناوي وعلي القرني، إلى محطة الفضاء الدولية علامة فارقة في تاريخ البرنامج الفضائي السعودي، حيث انتقلت المملكة من كونها مستهلكًا لتقنيات الفضاء إلى مساهم فاعل في الأبحاث والاكتشافات العلمية العالمية. وقد وفرت بيئة الجاذبية الصغرى على متن المحطة مختبرًا فريدًا من نوعه، أتاح للعلماء دراسة ظواهر بيولوجية وفيزيائية لا يمكن ملاحظتها على الأرض، مما سرّع من وتيرة ظهور النتائج وعزز من جودة الاكتشافات.
نتائج واعدة في الطب وصحة الإنسان
في مجال الطب الحيوي، كشفت النتائج عن نجاحات لافتة، أبرزها قياس مؤشرات حيوية دقيقة عبر عينات الدم في الفضاء، وتصنيع مادة نانوية متقدمة بجودة تفوق نظيرتها المصنعة على الأرض، مما يفتح آفاقًا جديدة في صناعة الأدوية والمواد الذكية. ولأول مرة، تم تنفيذ عملية نقل جيني للخلايا الجذعية في الفضاء بنجاح، وهو ما قد يمهد الطريق لتطوير علاجات مبتكرة لأمراض عصبية ومناعية مستعصية. كما أثبتت التجارب إمكانية إجراء أبحاث طبية معقدة باستخدام أدوات منخفضة التكلفة، مما يجعل الأبحاث الفضائية أكثر سهولة ويسرًا للمجتمع العلمي العالمي. وعلى صعيد صحة الإنسان، أظهرت ست تجارب التأثيرات الدقيقة للرحلات الفضائية قصيرة المدى على الدماغ البشري، من خلال قياس الضغط داخل الجمجمة ورصد التغيرات في التيلوميرات المرتبطة بشيخوخة الخلايا، مما يقدم فهمًا أعمق للمتلازمات العصبية التي قد تواجه رواد الفضاء في الرحلات طويلة المدى إلى القمر والمريخ.
تأثير إقليمي ودولي
لا تقتصر أهمية هذه النتائج على المستوى المحلي، بل تمتد لتشمل تأثيرات إقليمية ودولية. فعلى الصعيد الإقليمي، تعزز هذه الإنجازات مكانة المملكة كرائدة في قطاع الفضاء بمنطقة الشرق الأوسط، وتشجع على المزيد من التعاون والاستثمار في هذا المجال الحيوي. أما دوليًا، فتؤكد هذه الأبحاث التزام المملكة بالإسهام في المعرفة الإنسانية وتعزيز الشراكات الدولية، كما أكد الرئيس التنفيذي المكلف لوكالة الفضاء السعودية، الدكتور محمد التميمي، الذي صرح بأن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو ريادة المملكة في أبحاث الفضاء. وفي مجال العلوم والتقنية، قدمت تجربة “الاستمطار في الجاذبية الصغرى” بيانات جديدة حول تفاعل بخار الماء مع يوديد الفضة، مما قد يسهم في تطوير تقنيات استمطار أكثر كفاءة لدعم الأمن المائي على الأرض، وربما تطبيقها في المستعمرات الفضائية المستقبلية. وتواصل الفرق العلمية تحليل بقية نتائج التجارب، تمهيدًا لنشرها، بما يرسخ مكانة المملكة كمركز عالمي للعلوم والتقنية ومشارك فاعل في استكشاف الفضاء وصناعة مستقبله المستدام.
The post نتائج مهمة الفضاء السعودية: اكتشافات في الطب والتقنية appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

