في إطار المتابعة المستمرة للجهود الإنسانية والميدانية في المناطق المحررة، أجرى وفد عسكري رفيع المستوى زيارة تفقدية هامة إلى مقر مشروع «مسام» لنزع الألغام في مديرية ميدي بمحافظة حجة. وتأتي هذه الزيارة للوقوف عن كثب على سير العمليات الهندسية الدقيقة التي تنفذها فرق المشروع لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات، ولتقييم مستوى الإنجاز في تأمين المناطق السكنية والحيوية في المديرية الساحلية.

تفاصيل الزيارة والاطلاع على سير العمليات

خلال الزيارة، استمع الوفد العسكري إلى شرح مفصل من الخبراء والمشرفين الميدانيين في مشروع «مسام» حول أحدث الإحصائيات المتعلقة بنزع الألغام في قطاع ميدي. وقد تم استعراض الخرائط الميدانية التي توضح المناطق التي تم تطهيرها بالكامل، وتلك التي لا تزال قيد العمل. كما اطلع الوفد على نماذج من الألغام المبتكرة والمموهة التي تمكنت الفرق الهندسية من اكتشافها وإبطال مفعولها، مشيدين بالكفاءة العالية والاحترافية التي يتمتع بها نزاعو الألغام في التعامل مع هذه التهديدات المعقدة التي تستهدف حياة المدنيين بشكل مباشر.

مشروع «مسام»: سياق إنساني وجهود مستمرة

لا يمكن قراءة هذه الزيارة بمعزل عن الدور المحوري الذي يلعبه مشروع «مسام» منذ انطلاقه بمبادرة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يهدف المشروع بشكل أساسي إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وقد نجح المشروع منذ بدايته في نزع مئات الآلاف من الألغام المتنوعة. وتكتسب هذه الجهود أهمية قصوى نظراً للكثافة العالية للألغام المزروعة بطرق عشوائية في المناطق الآهلة بالسكان، والمدارس، والطرقات العامة، مما حول حياة الكثير من اليمنيين إلى كابوس يومي يهدد أمنهم وسلامتهم.

الأهمية الاستراتيجية والإنسانية لتطهير ميدي

تكتسب مديرية ميدي أهمية استراتيجية واقتصادية خاصة كونها تطل على البحر الأحمر وتضم ميناءً حيوياً ومناطق صيد واسعة يعتمد عليها السكان في معيشتهم. وقد تعرضت هذه المنطقة لتلويث واسع بالألغام البحرية والأرضية، مما أدى إلى تعطيل الحياة الاقتصادية وحركة الصيادين لفترات طويلة. لذا، فإن جهود «مسام» في هذه المنطقة لا تقتصر فقط على الجانب الأمني العسكري، بل تمتد لتشمل البعد التنموي والاقتصادي، حيث يساهم تطهير الأرض في عودة النازحين إلى ديارهم، واستئناف الصيادين والمزارعين لأعمالهم بأمان، مما يعيد دورة الحياة الطبيعية إلى المنطقة.

التأثير المتوقع ورسائل الزيارة

تعكس زيارة الوفد العسكري الرفيع التزاماً وتنسيقاً عالياً بين الجهات العسكرية والفرق الهندسية الإنسانية لضمان بيئة آمنة. وتؤكد هذه الخطوة على أن معركة البناء وإعادة الأمل تسير جنباً إلى جنب مع الجهود الميدانية. إن استمرار دعم وتفقد فرق «مسام» يعزز من الروح المعنوية للعاملين في هذا المجال الخطر، ويبعث برسالة طمأنة للمجتمع المحلي والدولي بأن العمل مستمر حتى الوصول إلى «يمن بلا ألغام»، وهو الشعار والهدف الأسمى الذي يسعى المشروع لتحقيقه لضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة.

The post زيارة عسكرية لمقر مسام في ميدي: تفاصيل جهود نزع الألغام appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً

© 2025 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version