في تصريح يعكس حساسية الموقف في اليمن، وجه وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، دعوة مباشرة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي والشعب اليمني، لحقن الدماء وتغليب صوت الحكمة، والاستجابة الفورية للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لإنهاء التصعيد في المحافظات الجنوبية، وتحديداً في حضرموت والمهرة.
خلفية الصراع والتدخل الإقليمي
تأتي هذه الدعوة في سياق الصراع اليمني الممتد منذ سنوات، والذي بدأ فعلياً مع سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014. هذا التطور دفع المملكة العربية السعودية إلى قيادة تحالف عسكري عربي في مارس 2015 تحت مسمى “عاصفة الحزم”، بهدف دعم الشرعية اليمنية واستعادة سيطرة الدولة على كامل أراضيها. وأشار الأمير خالد بن سلمان إلى أن تحرير المحافظات الجنوبية كان له دور محوري في مسار الحرب، بفضل التضحيات المشتركة من قوات التحالف وأبناء اليمن.
القضية الجنوبية ومسار الحل السياسي
أكد وزير الدفاع أن المملكة تعاملت دائماً مع القضية الجنوبية باعتبارها قضية سياسية عادلة لا يمكن تجاهلها، مشدداً على أن حلها يكمن في الحوار والتوافق وليس باستخدام القوة. وتعتبر هذه القضية من أبرز الملفات الشائكة في المشهد اليمني، حيث يطالب المجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الأبرز للحراك الجنوبي، باستعادة دولة جنوب اليمن التي كانت قائمة قبل الوحدة مع الشمال في عام 1990. وقد شهدت العلاقة بين المجلس والحكومة اليمنية توترات وصلت إلى حد المواجهات المسلحة في عدن ومحافظات أخرى، مما استدعى تدخلات إقليمية لرأب الصدع، كان أبرزها “اتفاق الرياض” عام 2019 الذي هدف إلى توحيد الصفوف ضد الحوثيين.
أهمية الوحدة وتداعيات الانقسام
شدد الأمير خالد بن سلمان على أن الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظتا حضرموت والمهرة مؤخراً أدت إلى شق الصف في مواجهة العدو المشترك، وهدر التضحيات التي قُدمت، والإضرار بجوهر القضية الجنوبية نفسها. وأضاف أن هذه الصراعات الداخلية لا تخدم إلا المتربصين باليمن والمنطقة، وتوفر فرصة للجماعات المتطرفة لتوسيع نفوذها. وتكمن أهمية هذه الدعوة في أنها تأتي في مرحلة دقيقة، حيث يسعى المجتمع الدولي والأطراف الإقليمية إلى تثبيت الهدنة والبناء عليها للوصول إلى حل سياسي شامل. أي اقتتال داخلي بين مكونات معسكر الشرعية يهدد بنسف هذه الجهود ويعيد الصراع إلى المربع الأول.
دعوة صريحة للحوار والالتزام بالاتفاقات
في ختام بيانه، جدد وزير الدفاع التأكيد على أن القضية الجنوبية ستظل حاضرة في أي حل سياسي شامل، داعياً المجلس الانتقالي الجنوبي إلى “تغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف”. وطالب المجلس بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية الإماراتية، وسحب قواته من المعسكرات في حضرموت والمهرة، وتسليمها سلمياً إلى “قوات درع الوطن” والسلطة المحلية. وتمثل هذه الدعوة اختباراً حقيقياً لمدى التزام الأطراف اليمنية بمسار السلام، وقدرتها على تجاوز الخلافات الداخلية من أجل المصلحة العليا للشعب اليمني الذي عانى طويلاً من ويلات الحرب.
The post دعوة سعودية للانتقالي اليمني لإنهاء التصعيد بجنوب اليمن appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.












