“غالبا ما يتم ربط عيش حياة أطول وأكثر صحة، بسلوكيات في مقدمتها الأكل الصحي والتمارين الرياضية المنتظمة؛ وبعد عدة زيارات أجراها فريق من العلماء والخبراء بقيادة الباحث الأميركي دان بوتنر، إلى “المناطق الزرقاء” التي يعيش فيها الناس حياة أطول بكثير حول العالم، أرجع الفريق سر الصحة الجيدة والعمر الطويل إلى أسباب على رأسها “النشاط البدني المكثف في أداء الواجبات اليومية، ودمج الأطعمة النباتية في الوجبات الغذائية بشكل أساسي”.
وبعد أن أظهرت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في نهاية العام الماضي “انخفاض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة عام 2021 إلى 76.4 عاما”، رفع الدكتور بريت أوزبورن، جراح الأعصاب ومؤسس مركز الرعاية الصحية الوقائية ومكافحة الشيخوخة بولاية فلوريدا؛ شعار “لا أحد صغير أو كبير على الصحة الجيدة”.
وقال أوزبورن في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، إنه يعمل على تحقيق هذا الشعار “من خلال مساعدة الأشخاص على تحقيق وزن صحي، واتباع عادات صحية أفضل، وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السمنة ومرض السكري”.
5 عادات يومية لحياة أطول
وتحدث أوزبورن -الحاصل على شهادة من “الأكاديمية الأميركية لطب مكافحة الشيخوخة”- عن 5 عادات يومية يوصي بها لعيش حياة أطول وأكثر صحة، وهي:
1- تحمل المسؤولية الكاملة عن صحتك
يوصي أوزبورن بمراقبة أجسامنا “بحثا عن أية علامات مبكرة قد تهدد حياتنا”؛ ويحذر من ينتظرون عاما لإجراء فحص طبي، أنهم “يرتكبون خطأ فادحا، وقد يقتلهم التسويف وعدم الاهتمام؛ حيث يمكن أن يحدث الكثير من التدهور في غضون عام أو عامين”.
ويلفت أوزبورن النظر إلى أن “معظم الناس ليسوا سباقين في اكتشاف المخاطر الصحية بأنفسهم، وأنهم ينتظرون حتى يضطروا لزيارة الطبيب، أو يكتفون بالبحث عن المعلومات الصحية عبر الإنترنت”.
ويُشدد على أهمية الاستماع إلى الجسم باستمرار، “للتحقق من عدم وجود عوامل مسببة لأمراض قاتلة، بدلا من الاعتماد الكامل على الطبيب”. مكررا تحذيراته بالقول “لا تعتقد أن طبيبك يمكنه التنبؤ بجميع عوامل الخطر المبكرة، التي تسمح له بإنقاذك من نوبة قلبية أو سكتة دماغية؛ فهذه الأمراض تظل تُلحق الضرر بأجسامنا حتى تقتلنا في صمت، ونحن غافلون عن الأعراض”.
ويؤكد أوزبورن أن “الخطوة الأولى للحفاظ على الحياة وتقليل احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، تتمثل في تحديد عوامل الخطر”. مضيفا أنه “يكاد يكون من المستحيل تحقيق ذلك بدون أخذ القراءات المعملية المُعبرة عن حالة الجسم الداخلية، لاكتشاف أية تغييرات”.
2- فحوصات يجب أخذها على محمل الجد
وفي مقدمة الفحوص التي ينصح بها أوزبورن “كي لا تتفاجأ عندما تكتشف أن ما كان يُعتبر في نظرك طبيعيا، هو بعيد كل البعد عن ذلك”؛ 5 تحاليل للدم، لا بد من إجرائها وأخذ نتائجها على محمل الجد، “للمساعدة في كشف الأمراض المرتبطة بالعمر”، وهي:
- 1- تحليل مستوى الدهون، لإعطاء فكرة تقريبية عن نسبة الكولسترول “الجيد” إلى الكولسترول “السيئ”. وبشكل خاص، ينصح أوزبورن “من يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو تاريخ عائلي من أمراض القلب أو السكتة الدماغية”، بإجراء التحليل لأنه مهم جدا لقياس جميع مكونات الدهون وتحليل الكوليسترول بأنواعه.
- 2- تحليل بروتين سي التفاعلي، ويؤكد أوزبورن على “أهميته لمن يعانون من السمنة ولديهم مستويات مرتفعة من بروتين سي التفاعلي”، لأنه يعتبر عامل خطر للإصابة بأمراض القلب التاجية وارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع 2، وخلل دهون الدم الناتج عن تصلب الشرايين.
- 3- تحليل الهوموسيستين، ويرتبط ارتفاعه بمجموعة من الأمراض، تشمل النوبات القلبية والسكتة الدماغية وألزهايمر وهشاشة العظام.
- 4- تحليل الهيموغلوبين “إيه إي سي”، والذي يقيس مدى التحكم في مستويات السكر في الدم على مدار أسابيع أو شهور؛ ويقول أوزبورن “إنه تحليل لا يكذب”.
- 5- تحليل فيتامين “دي 3″، والذي يرتبط نقصه بأمراض السكتة الدماغية والسكري وألزهايمر والشريان التاجي والسرطان”، وفقا لأوزبورن.
3- تناول المكملات الغذائية الأساسية
يوصي أوزبورن بمجموعة من المكملات الغذائية يعتبرها لا تقل أهمية عن التغذية الصحيحة وممارسة اللياقة البدنية؛ من حيث تحسين الصحة، والمساعدة على القيام بالمهام الشاقة، والحد من الأمراض المرتبطة بالعمر؛ وهي: أحماض أوميغا- 3 الدهنية، مستخلص الشاي الأخضر، فيتامين “دي 3″، الكركمين، مجموعة فيتامين “بي”، فيتامين “سي”، فيتامين “إي”، المغنيسيوم، والبروبيوتيك.
4- المواظبة على تدريب العقل
يخبرنا أوزبورن أن “التعلم أثناء العمل أو التفكير النقدي وخوض التحديات العقلية والتمرينات البدنية؛ يمكن أن يشكل مسارات عصبية في الدماغ، ويُعيد تشكيله حرفيا”؛ وهو ما يساعد في “الحفاظ على نشاط المخ، وتقليل الالتهاب، والوقاية من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل باركنسون وألزهايمر”.
ويُضيف أن “هناك دليلا على أن زيادة وصول الدم للمخ أثناء التمرين، يمكن أن تنتج خلايا عصبية جديدة في الدماغ، تعزز من القدرات العقلية للتعلم والذاكرة”؛ كما أن تعلم مهارة جديدة يمكن أن “يشحن” الدماغ أيضا.
5- التحكم الصارم في نسبة السكر
يوضح أوزبورن أن المؤشر الغلايسيمي الذي يقيس نسبة السكر في طعامنا “يُعد طريقة لتقييم تأثير ما نأكله على سكر الدم والأنسولين، ويمكن من خلالها اكتشاف السكريات الخفية وتجنبها”.
فعلى سبيل المثال، يبلغ هذا المؤشر في الفاصوليا 23، وفي الفول السوداني 7، وفي الأرز الأبيض 89؛ “وكلما كان الطعام أحلى، زادت قيمة المؤشر الغلايسيمي”.
لذا، يوضح أوزبورن أن “التحكم الصارم في نسبة السكر في الدم، يتم من خلال تناول الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض، وكتلة الجسم الخالية من الدهون، وممارسة الرياضة اليومية”.
كما أن “تناول الخضروات يوميا، واستهلاك الكربوهيدرات ذي المؤشر الغلايسيمي المنخفض؛ يسهل فقدان الوزن، وله تأثيرات تُطيل العمر”.