خطوة استراتيجية نحو تحقيق مستهدفات السعودية الخضراء
في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية الراسخ بتحقيق أهدافها البيئية الطموحة، دشّن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، المشتل المركزي ومحطة أبحاث وإنتاج البذور البرية في منطقة الجوف. يأتي هذا المشروع العملاق كجزء لا يتجزأ من المبادرات الوطنية الكبرى مثل “مبادرة السعودية الخضراء” و”رؤية المملكة 2030″، التي تهدف إلى إعادة تأهيل النظم البيئية، مكافحة التصحر، وتعزيز التنوع البيولوجي.
محمية الملك سلمان الملكية: حاضنة الطبيعة والتنمية المستدامة
يقع المشروع ضمن نطاق محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، التي تعد أكبر محمية برية في الشرق الأوسط، وتمتد على مساحات شاسعة غنية بتنوعها الجغرافي والبيولوجي. تأسست المحمية بأمر ملكي في عام 2018 بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية وإعادة توطين الحياة الفطرية، مما يجعلها الموقع المثالي لاحتضان هذا المشروع البيئي الرائد الذي يهدف إلى أن يكون نواة لإعادة إحياء الغطاء النباتي في المنطقة والشمال السعودي بأكمله.
مكونات المشروع وقدراته الإنتاجية
يُعد المشتل، الذي يقع على مساحة إجمالية تبلغ 1.6 ألف هكتار، أحد أبرز المشاريع البيئية الداعمة لتنمية الغطاء النباتي. يضم المشروع مرافق متطورة تشمل حقول أمهات البذور، ومخازن متخصصة، ومشاتل حديثة، وحديقة للنباتات البرية، مما يشكل منظومة متكاملة لإنتاج البذور والشتلات المحلية بكفاءة عالية. ويمثل المشتل المركزي ومحطة الأبحاث، الممتدان على مساحة 60 ألف متر مربع، قلب المشروع النابض، حيث يحتويان على 30 بيتًا محميًا بمساحة إجمالية تبلغ 15 ألف متر مربع، بالإضافة إلى بيت تقسية على مساحة 10 آلاف متر مربع. تصل الطاقة الإنتاجية السنوية للمشروع إلى 1.5 مليون شتلة، تشمل 15 نوعًا نباتيًا محليًا رئيسيًا، مما يضمن توفير مصدر مستدام لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة.
إنجازات ملموسة وتأثير واسع النطاق
لم تقتصر أهمية المشروع على بنيته التحتية، بل امتدت لتشمل إنجازات فعلية على الأرض. فقد أسهم المشتل المركزي في تنفيذ أعمال زراعية ضخمة في 10 مواقع مختلفة داخل المحمية، حيث تمت زراعة أكثر من 4 ملايين شتلة ونثر ما يزيد على 8 آلاف كيلوجرام من البذور. هذه الجهود أثمرت عن نمو أكثر من 5 ملايين نبتة برية، في شهادة حية على نجاح المشروع في استعادة النظم البيئية. على الصعيد المحلي، يُتوقع أن يسهم المشروع في تحسين جودة الهواء، توفير فرص عمل لأبناء المنطقة، وتعزيز فرص السياحة البيئية. أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فيبرز هذا المشروع التزام المملكة بدورها كقائد إقليمي في العمل المناخي وجهودها الجادة للمساهمة في تحقيق الاستقرار البيئي العالمي.
The post تدشين المشتل المركزي بالجوف لدعم مبادرة السعودية الخضراء appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.












