في خطوة تعكس تسارع وتيرة التنمية الصناعية في المملكة العربية السعودية، تم الإعلان عن برنامج طموح يهدف إلى تدريب 356 شاباً وشابة من الكوادر الوطنية في مجالات حيوية تشمل صناعة السيارات وصناعة الإلكترونيات، وذلك ضمن برنامج مشترك يتم تنفيذه بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.
ويأتي هذا الحراك التدريبي المكثف كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع تنمية القدرات البشرية وتوطين الصناعات المتقدمة على رأس أولوياتها. ويهدف البرنامج إلى نقل المعرفة التقنية الدقيقة من الجانب الصيني، الذي يُعد اليوم رائداً عالمياً في قطاعات التصنيع والتكنولوجيا، لتمكين الكفاءات السعودية من قيادة المشهد الصناعي المستقبلي في البلاد.
سياق التحول الصناعي في المملكة
لا يمكن قراءة هذا الخبر بمعزل عن الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقها سمو ولي العهد، والتي تهدف للوصول إلى اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار يساهم في تنويع مصادر الدخل. وتعتبر صناعة السيارات، وتحديداً السيارات الكهربائية، أحد الركائز الأساسية لهذه الاستراتيجية، خاصة مع إطلاق المملكة لعلامتها التجارية الأولى للسيارات الكهربائية "سير"، واحتضانها لمصانع عالمية مثل "لوسيد" في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. هذا التوجه الاستراتيجي خلق حاجة ماسة لكوادر وطنية مؤهلة تأهيلاً عالياً لسد الفجوة في سوق العمل التقني.
الشراكة السعودية الصينية: آفاق أوسع
يعكس اختيار الصين كوجهة وشريك لهذا التدريب عمق العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وبكين، والتي تجاوزت التبادل التجاري التقليدي للنفط والطاقة لتشمل التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والصناعات التحويلية. وتتميز الصين بكونها مصنع العالم وأكبر سوق للسيارات الكهربائية والإلكترونيات، مما يجعل الاحتكاك بخبراتها فرصة ذهبية للمتدربين السعوديين لاكتساب مهارات عملية تواكب أحدث المعايير العالمية.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي المتوقع
من المتوقع أن يكون لهذا البرنامج وغيره من المبادرات المماثلة أثر إيجابي كبير على الاقتصاد المحلي من خلال:
- توطين الوظائف النوعية: استبدال العمالة الوافدة في القطاعات التقنية الدقيقة بكفاءات وطنية مدربة.
- تعزيز المحتوى المحلي: رفع نسبة المكون المحلي في الصناعات السعودية من خلال وجود مشغلين ومهندسين سعوديين.
- نقل التقنية: تحويل المملكة من مستهلك للتكنولوجيا إلى شريك في تصنيعها وتطويرها.
ختاماً، يمثل تدريب هؤلاء الشباب والشابات لبنة أساسية في بناء منظومة صناعية متكاملة، تؤكد عزم المملكة على المضي قدماً نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الاستراتيجية وتعزيز مكانتها كمركز لوجستي وصناعي عالمي يربط بين القارات الثلاث.
The post تدريب 356 سعودياً في صناعة السيارات والإلكترونيات بالصين appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.



