في إنجاز اقتصادي يعكس نجاح الخطط الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية، أعلن معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، أن إجمالي الصادرات السعودية غير النفطية قد بلغ 515 مليار ريال. ويأتي هذا الرقم الضخم ليتوج الجهود الحثيثة التي تبذلها منظومة الصناعة والثروة المعدنية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد الكلي على النفط كمحرك وحيد للاقتصاد.

تحول تاريخي في هيكل الاقتصاد الوطني

يمثل هذا الإعلان نقطة تحول جوهرية في التاريخ الاقتصادي للمملكة. فلعقود طويلة، ارتبط الاقتصاد السعودي بشكل وثيق بتقلبات أسواق الطاقة العالمية وأسعار النفط. إلا أن هذا النمو المتصاعد في الصادرات غير النفطية يؤكد جدية المملكة في إعادة هيكلة اقتصادها ليكون أكثر استدامة وتنوعاً. وتلعب الاستراتيجية الوطنية للصناعة دوراً محورياً في هذا السياق، حيث تركز على توطين الصناعات الواعدة، وتعزيز سلاسل الإمداد، ورفع القيمة المضافة للموارد الوطنية قبل تصديرها.

دور برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)

لا يمكن فصل هذا الإنجاز عن الدور الكبير الذي يلعبه برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، أحد أهم برامج رؤية 2030. فقد ساهم البرنامج في تهيئة البنية التحتية للمدن الصناعية، وتقديم الحوافز للمستثمرين المحليين والدوليين، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات نوعية مثل برنامج "صُنع في السعودية" الذي يهدف إلى تعزيز الهوية الصناعية للمنتج السعودي وجعله الخيار المفضل محلياً وعالمياً. وقد ساهمت هذه المبادرات في فتح أسواق جديدة للمنتجات السعودية في مختلف قارات العالم.

الأثر الاقتصادي والتنموي المتوقع

إن وصول الصادرات غير النفطية إلى عتبة 515 مليار ريال يحمل دلالات اقتصادية عميقة تتجاوز مجرد الأرقام:

  • تعزيز الميزان التجاري: يساهم هذا النمو في تحسين الميزان التجاري غير النفطي للمملكة وتقليل العجز فيه.
  • خلق فرص العمل: يتطلب التوسع في التصدير توسعاً في خطوط الإنتاج، مما يعني خلق آلاف الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة للشباب والشابات السعوديين في مختلف القطاعات الصناعية واللوجستية.
  • جذب الاستثمار الأجنبي: تعطي هذه الأرقام رسالة طمأنة للمستثمر الأجنبي حول متانة الاقتصاد السعودي وقدرته على النمو في قطاعات جديدة واعدة.

نظرة مستقبلية: المملكة كمركز لوجستي وصناعي عالمي

تسعى المملكة من خلال هذه القفزات إلى استغلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين القارات الثلاث (آسيا، أفريقيا، وأوروبا). ومع استمرار الدعم الحكومي وتطوير التشريعات، من المتوقع أن تواصل الصادرات غير النفطية نموها المتسارع، لتشمل قطاعات متقدمة مثل الصناعات العسكرية، والسيارات الكهربائية، والأدوية، والبتروكيماويات المتخصصة، مما يرسخ مكانة المملكة كقوة صناعية إقليمية ودولية فاعلة.

The post الصادرات السعودية غير النفطية تبلغ 515 مليار ريال: تفاصيل الإنجاز appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً

© 2025 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version