أكد صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة ورئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، أن اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة الدورة الخامسة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 2029، يعد إنجازاً تاريخياً يعكس ثقة المجتمع الدولي في الرؤية السعودية الطموحة، ويدعم بشكل مباشر استقلالية القطاع الثقافي كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
ويأتي هذا الإعلان تتويجاً للجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة في السنوات الأخيرة لتعزيز حضورها في المحافل الدولية، حيث يمثل الفوز باستضافة هذا الحدث العالمي الكبير اعترافاً بالدور المحوري الذي تلعبه الرياض في صناعة القرار الثقافي العالمي. وقد جاء هذا الاختيار بإجماع دولي واسع، مما يبرز التقدير العالمي للمبادرات السعودية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري بين الشعوب.
سياق التحول الثقافي ورؤية 2030
لا يمكن فصل هذا الإنجاز عن السياق العام للتحولات الجذرية التي تشهدها المملكة تحت مظلة رؤية 2030. فمنذ تأسيس وزارة الثقافة في عام 2018، وضعت القيادة السعودية الثقافة في صلب أولويات التنمية الوطنية، محولة إياها من قطاع هامشي إلى محرك اقتصادي واجتماعي حيوي. وقد تجلى ذلك في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للثقافة، التي تضمنت 27 مبادرة تهدف إلى جعل الثقافة نمط حياة، ومساهماً رئيساً في الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة ثقافية عالمية.
وتستند المملكة في استضافتها المرتقبة لعام 2029 إلى سجل حافل من النجاحات الحديثة، لعل أبرزها الاستضافة الناجحة للدورة الموسعة الـ 45 للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في الرياض خلال شهر سبتمبر 2023. تلك الاستضافة لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت برهاناً عملياً على قدرة المملكة اللوجستية والتنظيمية على إدارة أضخم الملفات الدولية، حيث شهدت تلك الدورة إدراج مواقع جديدة على قائمة التراث العالمي واتخاذ قرارات حاسمة لحماية التراث الإنساني.
الأهمية الاستراتيجية والتأثير المتوقع
يحمل مؤتمر اليونسكو العام أهمية استثنائية كونه السلطة العليا في المنظمة، حيث يحدد السياسات والخطوط العريضة لعمل المنظمة في مجالات التربية والعلوم والثقافة. وتكتسب استضافة المملكة لنسخة 2029 أهمية مضاعفة، إذ ستكون منصة لصياغة مستقبل العمل الثقافي الدولي للعقد القادم. ومن المتوقع أن يسهم هذا الحدث في تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين المؤسسات السعودية ونظيراتها العالمية، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الابتكار والتعليم والفنون.
علاوة على ذلك، يدعم هذا الحدث مفهوم “استقلالية الثقافة” الذي أشار إليه سمو وزير الثقافة، والذي يعني تكريس الثقافة كقطاع قائم بذاته يمتلك مقوماته الاقتصادية وهويته المستقلة، بعيداً عن كونه مجرد تابع لقطاعات أخرى. إن استضافة قادة الفكر وصناع السياسات من 194 دولة عضواً في اليونسكو على أرض المملكة، سيتيح فرصة فريدة لإبراز التنوع الثقافي السعودي، من الدرعية إلى العلا، ومن جدة التاريخية إلى الفنون المعاصرة، مما يرسخ صورة المملكة كحاضنة عالمية للإبداع والتراث الإنساني.
The post السعودية تستضيف مؤتمر اليونسكو 2029: إنجاز ثقافي عالمي appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.




