
تعيش أروقة نادي ليفربول الإنجليزي واحدة من أكثر فتراتها توتراً في السنوات الأخيرة، حيث تحول ملعب «أنفيلد» من مسرح للأحلام إلى ساحة صراع مفتوح بين أسطورة الفريق، النجم المصري محمد صلاح، والإدارة الفنية الجديدة بقيادة الهولندي آرني سلوت. هذه الأزمة التي انفجرت عقب التعادل الدرامي مع ليدز يونايتد بنتيجة 3-3، لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات وضعت مستقبل «الفرعون المصري» على المحك.
خلفية الصراع: نهاية حقبة وبداية صدام
منذ انضمامه إلى ليفربول في عام 2017، حفر محمد صلاح اسمه بحروف من ذهب كأحد أعظم أساطير النادي عبر تاريخه، مساهماً في استعادة لقب الدوري الإنجليزي الغائب لثلاثة عقود والتتويج بدوري أبطال أوروبا. ومع رحيل يورغن كلوب وقدوم آرني سلوت، كان الترقب سيد الموقف حول كيفية تعامل المدرب الجديد مع إرث الجيل الذهبي. وتشير التقارير إلى أن الشرارة الأولى للخلاف لم تكن فنية فحسب، بل بدأت مع اعتراض صلاح على رحيل زملائه مثل داروين نونيز ولويس دياز، معتبراً ذلك تفكيكاً غير مبرر للجيل الذي صنع أمجاد النادي، وهو ما اعتبره سلوت تحدياً لسلطته.
تصعيد إداري واستبعاد من موقعة إنتر ميلان
تطورت الأحداث بشكل دراماتيكي خلال الـ 48 ساعة الماضية؛ فبعد غياب صلاح عن التشكيلة الأساسية للمرة الثالثة توالياً، جاء قرار استبعاده الكلي من قائمة الفريق المسافرة لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا ليزيد الطين بلة. ووفقاً لتقارير صحفية إنجليزية موثوقة، فإن هذا القرار لم يكن فردياً من المدرب، بل جاء بدعم كامل من المدير الرياضي ريتشارد هيوز ومُلاك النادي، في رسالة واضحة لفرض الانضباط ودعم قرارات المدرب الهولندي مهما كانت التكلفة الجماهيرية.
تحركات الكواليس: رامي عباس والدوري السعودي
في ظل هذا الانسداد في الأفق، كشفت صحيفة «ذا صن» البريطانية عن تحركات مكثفة خلف الكواليس. حيث يجري رامي عباس، وكيل أعمال صلاح، محادثات ساخنة مع إدارة الريدز من مقر إقامته في دبي لحسم مصير موكله. وتتزايد التكهنات حول إمكانية رحيل صلاح في سوق الانتقالات الشتوية (يناير المقبل)، خاصة مع تجدد اهتمام عمالقة الدوري السعودي، وتحديداً ناديي الهلال والاتحاد، اللذين يراقبان الوضع عن كثب لاستقطاب النجم العالمي.
انقسام في الآراء: بين الهجوم والدعم
أحدثت الأزمة انقساماً حاداً في الأوساط الرياضية؛ فمن جهة، شن أسطورة ليفربول السابق جيمي كاراغر هجوماً لاذعاً عبر شبكة «سكاي سبورتس»، واصفاً تصريحات صلاح الأخيرة بـ«العار» وبأنها خطوة تكتيكية مدروسة للضغط على الإدارة كما حدث في مفاوضات التجديد السابقة. في المقابل، التزم قائد الفريق فيرجيل فان دايك بالهدوء، مصرحاً بعبارة مقتضبة: «دعوه يتحدث»، بينما حاول آرني سلوت تخفيف حدة التوتر في مؤتمره الصحفي، مؤكداً أن باب العودة للتشكيل لا يزال مفتوحاً أمام صلاح، وأن التواصل اقتصر على إبلاغه بقرار الاستبعاد.
The post أزمة محمد صلاح في ليفربول: استبعاد وتصريحات ومصير غامض appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.



