يمكن لك الليلة إذا رفعت رأسك للسماء بعد الغروب أن تلاحظ وجود جرم لامع بلون أبيض واضح وكأنه مصباح منير يقف إلى جوار الهلال في مشهد ساحر، هذا الجرم هو كوكب الزهرة وليس أحد النجوم.
ويمر الزهرة بألمع حالاته هذه الأيام، وهو بشكل عام ألمع أجرام السماء بعد الشمس والقمر، ويمكن لك أن تلاحظه بعينيك كل يوم على مدى عدة أشهر قادمة، يزين خلالها سماء الليل، وبالتحديد الأفق الغربي، ويتواجد لمدة ساعتين إلى ثلاثة، قبل أن ينزل أسفل الأفق.
وتلمع الكواكب في السماء لأنها تعكس ضوء الشمس مثلما يفعل القمر، ولكن لأنها بعيدة جدا فإنها تظهر كنجوم في السماء.
ويمتلك كوكب الزهرة غلافا جويا كثيفا جدا، مما يتسبب في احتباس حراري هائل يرفع درجة حرارته إلى 464 مئوية، وهو كذلك السبب في لمعانه الشديد بالسماء ليلا، فكأنه مرآة تعكس ضوء الشمس ناحية الأرض.
كواكب ديسمبر
ويمثل شهر ديسمبر هذا العام فرصة ممتازة لرصد ألمع الكواكب في سماء الليل، فإذا كنت مبتدئا ولا تمتلك الكثير من المعرفة عن مواضعها في سماء الليل، فيمكن لك أن تستخدم القمر كدليل، فهو يتحرك في السماء يوما بعد يوم، وخلال حركاته يقف إلى جوار الكواكب في بعض الأحيان.
فمثلا، سيقف القمر إلى جوار زحل يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الحالي، ويلمع الكوكب في السماء كنجم متوسط، بلون مائل للأصفر، يمكن لك أن تلاحظه بسهولة وتميزه عما يقف جواره من النجوم.
أما في يوم 14 ديسمبر/كانون الأول، فيقف القمر إلى جوار كوكب المشتري، والذي يعد من ألمع أجرام السماء ليلا لا يتفوق عليه في ذلك إلا الزهرة، ويلمع بلون أبيض واضح.
وفي يومي 17 و18 ديسمبر/كانون الأول، يقف القمر إلى جوار كوكب المريخ، والذي يظهر واضحا حول التاسعة مساء بتوقيتك المحلي، ويلمع الكوكب بلون أحمر واضح يمكن لك أن تميزه في سماء الليل بسهولة.
ومع هذه المشاهد يكون ديسمبر/كانون الأول هذا العام واحدا من أهم الشهور بالنسبة لهواة الفلك، لكنه للأسف لن يكون مثاليا كفاية، حيث يتواجد القمر إلى جوار كوكبة التوأم في منتصف الشهر وخلال موسم شهب التوأميات، فيقلل بشكل جذري من عدد الشهب التي يمكن رصدها في مساء 14 ديسمبر/كانون الأول.