تذكر الرموز يكون عادة أسهل لأنها تعطي صورا ملموسة ومختصرة للأفكار المجردة.

تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة “ووترلو” الكندية من التوصل إلى أن الدماغ يسهل عليه تذكر الرموز مقارنة بالكلمات المكتوبة؛ الأمر الذي يفسر أهمية الرموز بالنسبة لعالم التسويق ووسائل التواصل الاجتماعي.

وفي الدراسة، التي نشرها هذا الفريق بدورية “كوغنيشن” جاء أن أكثر من 1100 شخص بالغ تمكنوا -في 5 تجارب منفصلة- من تذكر ما رأوه من رموز؛ مثل العلامة الدالة على العملة الأميركية ($)، مقابل الكلمات التي تعبر عنها (كلمة دولار في هذه الحالة).

وتقترح الدراسة أن تذكر الرموز يكون عادة أسهل لأنها تعطي صورا ملموسة ومختصرة للأفكار المجردة، وكمثال على ذلك فإن رمز القلب الملون في وسائل التواصل الاجتماعي -على سبيل المثال- لا يشرح المعنى، وإنما يعبر عنه بشكل يفهمه كل شخص حسب سياقه.

وبالإضافة إلى ذلك، يرى الباحثون -حسب بيان صحفي أصدرته الجامعة في 22 أغسطس/آب الجاري- أن الرموز قد يكون من الأسهل تذكرها لأنها فريدة وتميل إلى تمثيل مفهوم واحد مقارنة بالكلمات التي يمكن أن تكون لها عدة معان.

فمثال رمز المثلث في شعار يوتيوب (▷) له معنى واحد فقط، وهو بدء تشغيل الفيديو، أما كلمة “تشغيل” فلها في اللغة أكثر من غرض ومعنى.

من الرياضيات لوسائل التواصل

وبناء على ما سبق، فإن الإنسان خلال معيشته على هذا الكوكب طوّر تفضيلا للرموز في الذاكرة على حساب الكلمات، وحسب الدراسة فقد تطور ذلك معنا طوال بقائنا على هذا الكوكب، بداية من النقوش على معابد الفراعنة، ووصولا إلى الرمز التعبيري لكل شركة ومنصة، سواء كنا نتحدث عن “لوغو” أو عن الرمز التعبيري لـ”ماكدونالدز” أو شعار شبكة الجزيرة مثلا.

ويضيف الباحثون أن استخدام الرموز كشعارات في الإعلانات يجعلها بالتبعية توفر وسيلة اتصال أسرع، وكذلك أهميتها في عالم الرياضيات الذي يقوم بالكامل عليها، وبالطبع كوسيلة للتحذير على الطرق أو في المباني، على سبيل المثال لا الحصر.

وتفسر الدراسة كذلك سبب الشيوع الكبير للرموز التعبيرية، التي تسهل كثيرا حياة البشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتخذ طابعا كتابيًا في الأساس.

وكان فريق من جامعتي شيكاغو ونيويورك عمل قبل نحو عقد ونصف العقد على فهم مشكلة كبرى تواجه التواصل بالبريد الإلكتروني، عبر إقامة مجموعة من التجارب التي يكتب المشاركون فيها جملتين حول موضوع ما: الأولى جادة والثانية هزلية، ثم يقومون بإرسالها إلى مشاركين آخرين عبر البريد الإلكتروني، ويُطلب منهم تحديد أي الجمل كانت هزلية وأيها كان جادة.

وخلال 5 تجارب، كانت هناك نسب قليلة من المشاركين قد فهمت مقصد الرسائل، مما يعني أن قدراتنا على توصيل “حالة الرسالة” عبر الكلمات فقط تعد محدودة، وهنا تحديدا تصبح الرموز التعبيرية ذات قوة، لأن وجها ضاحكا إلى جوار الجملة يبلغ فورا معنى أنها هزلية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version