قبل 5 سنوات، وأثناء حضوره في برنامج “أمسية مع فلاديمير سولوفيوف”، تنبأ فلاديمير جيرينوفسكي بأن الانتخابات الرئاسية لأوكرانيا عام 2019 ستكون الأخيرة في هذا البلد، محذرا من أن الصراع في الشرق الأوسط قد يُطلق شرارة حرب عالمية ثالثة.

وفي تقرير نشره موقع “نيوز ري” الروسي، تقول مارينا إميليانتسيفا وبافيل فوروبيوف وإيلينا فاسيلتشينكو ويوري زيناشيف إن الأحداث الحالية في الشرق الأوسط تشير إلى احتمال تحقق توقعات مؤسس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، فلاديمير جيرينوفسكي.

ونقل التقرير عن جيرينوفسكي قوله إن “بحلول عام 2024، ستشهد منطقة الشرق الأوسط أحداثا تجعلها محط أنظار الجميع، وسينسى الجميع أمر أوكرانيا.. الأمور تتجه نحو حرب عالمية ثالثة.. وإيران ليست فيتنام، ولا كوريا الشمالية، ولا كوسوفو.. هناك ستجرى أسوأ الأحداث على الإطلاق”.

واعتبر التقرير أن ثمة الآن ما يشير إلى احتمال تحقق توقعات جيرينوفسكي (الذي توفي عام 2022) إذ إن الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في قطاع غزة، التي انطلقت العام الماضي، أعادت توقعاته إلى الواجهة، بل إن تطورات الأحداث بعد مرور عام أعطت مزيدا من الزخم لكلمات جيرينوفسكي، نظرا للتصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وفقا للموقع.

وتعليقا على هذه التوقعات، نقل الموقع عن النائب في مجلس الدوما فلاديمير سيبياغين إن جيرينوفسكي لم يكن مجرد متنبئ، بل كان محللا استراتيجيا بارعا، وكان يضع بشكل مبهر سيناريوهات مختلفة محتملة لتطور الأحداث.

وأضاف سيبياغين “كانت هذه السمة واضحة بشكل خاص على الصعيد الدولي. فقد فهم أن الوضع قابل للتغيير، وأن عمليات التحوّل العميقة تؤدي إلى عواقب متناقضة تهز أسس النظام العالمي. كما بدت كلماته عن الشرق الأوسط دقيقة. ونلاحظ اليوم انهيار التوازنات السياسية الدولية تماما كما توقع جيرينوفسكي. فلم يعد أحد يهتم بما يحدث في أوكرانيا”.

ويضيف الموقع أن التوتر في الشرق الأوسط تصاعد في سبتمبر/أيلول الماضي، حين شنت إسرائيل هجمات واسعة على جماعة “حزب الله” في لبنان، من خلال اختراق وتفجير أجهزة البيجر وأجهزة اتصال أخرى، مما أسفر عن إصابة آلاف الأشخاص، كما هاجمت الطائرات الإسرائيلية في 27 سبتمبر/أيلول المقر المركزي لحزب الله في بيروت، واغتالت زعيم الحزب حسن نصر الله.

ولاحظ أنه في الوقت الذي أدانت فيه روسيا الهجمات على لبنان، محذرة، على لسان ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مخاطر نشوب حرب كبيرة في المنطقة، أعلنت واشنطن دعمها للضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان، وعبرت عن ضرورة تدمير البنية التحتية لحزب الله، التي يمكن استخدامها لشن هجمات على شمال إسرائيل.

كما أمر الرئيس الأميركي جو بايدن، عقب الضربة الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، الجيش الأميركي بتقديم الدعم للجيش الإسرائيلي.

ولا يستبعد المحاضر الأول في معهد الدراسات الشرقية التابع للجامعة العليا للاقتصاد، أندريه زيلتين، أن تشارك دول غربية أخرى بشكل غير مباشر في المواجهة بين إسرائيل وحزب الله.

ويقول زيلتين في هذا السياق لموقع نيوز ري إن “هذا الصراع محلي، وقد تشارك فيه أطراف دولية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”.

لكن هل تتحقق توقعات جيرينوفسكي؟ يتساءل التقرير، ليرد بما قاله الزعيم الحالي للحزب الليبرالي الديمقراطي ليونيد سلوتسكي بأن تنبؤات جيرينوفسكي بشأن الحرب التي ستندلع في الشرق الأوسط تحققت وأصبحت واضحة للعيان.

ويقول موضحا “تصرفات إسرائيل تؤدي إلى تصاعد العنف في المنطقة، مما يزيد من خطر نشوب حرب كبرى. “الشارع العربي” يكاد ينفجر، وتل أبيب مدعومة من واشنطن، لكن يتعين على المجتمع الدولي أن يوقف تفاقم الصراع، وإلا فإنه قد يمتد خارج حدود الشرق الأوسط”.

بدوره، يؤكد زيلتين أن إسرائيل تعتزم مواصلة الحرب ضد حزب الله وغيره من أعدائها في المنطقة حتى النهاية، مرجحا أن الحكومة الإسرائيلية لا تدرك تداعيات هذه العملية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version