تعز- تواصل جماعة أنصار الله الحوثيين منذ نحو عام تنفيذ هجمات متعددة على سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها، في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وصولا إلى البحر المتوسط.

كما وسعت الجماعة هجماتها البحرية مستهدفة سفنا أميركية وبريطانية، عقب التدخل العسكري للدولتين في اليمن مطلع العام الجاري، وإضافة إلى ذلك استمرت الجماعة اليمنية في تنفيذ ضربات هجومية على الجانب الإسرائيلي، وصل بعضها إلى تل أبيب وخلفت ضحايا.

وفي خطاب مصور بمناسبة الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الأحد، حصيلة الهجمات التي نفذتها جماعته إسنادا لغزة، وقال إن قواتهم المسلحة استهدفت 193 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأميركي والبريطاني على مدى عام.

وتحدث الحوثي في خطاب استغرق نحو ساعتين، قال فيه “في جبهة اليمن، قصفنا على مدى عام بأكثر من ألف صاروخ ومسيّرة، واستخدمنا الزوارق في البحار إسنادا لغزة”، وأضاف “تم إسقاط 11 طائرة مسيّرة مسلحة أميركية من نوع إم كيو 9 خلال عام”.

أنصار الله: استهداف سفينة بريطانية بزورق مسيّر في البحر الأحمر

الهجمات البحرية

من بين 193 سفينة استهدفها الحوثيون، ثمة هجمات كان لها التأثير الأبرز، في مقدمتها اختطاف السفينة “جلاكسي ليدر” في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، التي قالوا إنها إسرائيلية، وتم احتجازها مع طاقمها في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي اليمن.

واحتوت السفينة طاقما يتكون من 25 شخصا، ومازالت محتجزة حتى اليوم، حيث تشدد الجماعة على أن مصير طاقم السفينة “مرتبط بالمفاوضات مع الأشقاء في حركة حماس، باعتبار أن أفراد طاقمها يعملون على سفينة إسرائيلية”.

وفي يوم 19 فبراير/شباط الماضي، أطلقت قوات الحوثيين على سفينة الشحن “روبيمار” صواريخ باليستية في خليج عدن، مما أدى إلى إصابتها بشكل مباشر وجعلها عرضة للغرق، وهي سفينة مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم دولة بليز، الواقعة شمال أميركا الوسطى، ويبلغ طول السفينة نحو 172 مترا وعرضها 27 مترا.

وبعد 4 أيام أعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن الهجوم الذي شنه الحوثيون على السفينة تسبب بأضرار جسيمة، وأدى لتسريب بقعة نفط بطول 29 كيلومترا، موضحا أن السفينة كانت تنقل أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة، مما قد يؤدي غرقها لكارثة بيئية، وهو ما حدث في الثالث من مارس/آذار، حيث أعلنت القيادة المركزية الأميركية غرق السفينة في البحر الأحمر.

وفي 12 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت جماعة الحوثي استهداف السفينة اليونانية “توتور” بالبحر الأحمر، “تضامنا مع الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة”، وقالت الجماعة في بيانها إنها استهدفت السفينة لانتهاك الشركة المالكة لها “قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة”.

وبعد أسبوع بثت الجماعة مقطع فيديو يظهر مشاهد استهداف السفينة في البحر الأحمر بزورقين مسيّرين، وهو ما أدى لإغراقها، وكشف الحوثيون أنهم استخدموا عدة أسلحة بحرية في استهداف وإغراق السفينة، من بينها أسلحة تستخدم للمرة الأولى.

وفي 21 يونيو/حزيران، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن الحوثيين استخدموا قوارب صيد مفخخة على متنها مجسمات “دمى” على شكل صيادين، في الهجوم على “توتور”، وأضاف أن الهجوم أدى لغرق السفينة وفقدان أحد طاقمها، معتبرا ذلك “جريمة متتابعة تهدد بانهيار إنتاج اليمن السمكي، وتعرض حياة آلاف الصيادين اليمنيين للخطر”.

كما أعلن الحوثيون غرق السفينة “فيربينا” في خليج عدن في 15 من الشهر نفسه، بعد يومين من استهدافها بعدد من الصواريخ البحرية، وبررت الجماعة استهداف السفينة “بسبب انتهاكها حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة”.

وحينها، أكدت القيادة المركزية الأميركية عبر بيان، أن سفينة “فيربينا” هي ناقلة بضائع مملوكة لأوكرانيا وتديرها بولندا وترفع علم بالاو الواقعة غرب المحيط الهادئ، حيث تعرضت السفينة لقصف بواسطة صاروخ باليستي مضاد للسفن تم إطلاقه من منطقة يسيطر عليها الحوثيون باتجاه خليج عدن.

وفي 21 أغسطس/آب 2024 أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن 3 مقذوفات أصابت السفينة “سونيون” على بعد 77 ميلًا بحريا قبالة مدينة الحديدة غربي اليمن، مما أدى إلى تقييد حركتها، وهي ناقلة يونانية تحمل 150 ألف طن من النفط الخام (مليون برميل)، وذلك للسبب نفسه (انتهاك حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة)، وأنها باتت عرضة للغرق.

لكن الجماعة أعلنت في 29 أغسطس/آب أنها سمحت بسحب السفينة، وهو ما تم في 16 سبتمبر /أيلول، حيث أعلنت مهمة الاتحاد الأوروبي العسكرية بالبحر الأحمر “أسبيدس”، نجاح سحب السفينة “سونيون” إلى منطقة آمنة دون أي تسرب نفطي، وذلك بعد نحو 3 أسابيع من استهدافها.

القصف والمسيرات

في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن الحوثيون للمرة الأولى استهداف إسرائيل بعدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ تضامنا مع غزة، وبعد هذا التاريخ واصلت الجماعة تنفيذ عدة عمليات، أبرزها في 19 يوليو/تموز الماضي، حينما أعلنت تنفيذ عملية عسكرية نوعية طالت أحد الأهداف المهمة في تل أبيب، بواسطة طائرة مسيرة جديدة من نوع “يافا” .

وذكرت الجماعة في بيانها أن “الطائرة قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو، ولا تستطيع الرادارات اكتشافها”، وأعلنت أن “تل أبيب منطقة غير آمنة”.

وفي المقابل، أعلنت حينها هيئة البث العبرية مقتل إسرائيلي وإصابة 10 آخرين بجروح، إثر انفجار مسيّرة مفخخة عند تقاطع شارعي شالوم عليخم وبن يهودا، على بعد مئات الأمتار من سفارة الولايات المتحدة.

وفي هجوم حوثي آخر، أعلنت تل أبيب إصابة 9 إسرائيليين بجروح طفيفة خلال تدافعهم نحو الملاجئ، بعد إطلاق صاروخ أرض- أرض من اليمن، في 15 سبتمبر/أيلول 2024، وبعدها بساعات، تبنت جماعة الحوثي الهجوم، وأفادت في بيان لها أن قواتها الصاروخية نفذت “عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفا عسكريا في منطقة يافا بفلسطين المحتلة”.

وكشفت أن “العملية نفذت بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي، قطع مسافة تقدر بـ2040 كيلومترا في غضون 11 دقيقة ونصفا، ونجح في الوصول إلى هدفه، بينما أخفقت دفاعات العدو الإسرائيلي في اعتراضه والتصدي له”.

بدورها، أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الباليستي تم إطلاقه من اليمن، وقطع مسارا يبلغ حوالي ألفي كيلومتر، أي حوالي 15 دقيقة من الطيران.

وعلى مدى قرابة عام، أعلن الحوثيون تنفيذ العديد من الهجمات على إسرائيل، آخرها الخميس الماضي، حينما أفاد المتحدث العسكري لقوات الجماعة يحيى سريع، بتنفيذ عملية عسكرية استهدفت هدفا حيويا في تل أبيب بعدد من الطائرات المسيرة من نوع يافا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version