ذكر موقع “نيوز ري” الروسي -في تقرير- أن القوات الأوكرانية كثفت من هجماتها على منطقة جسر القرم بدعم أميركي، وتساءل عن أهداف كييف من وراء ذلك، وعن طبيعة الرد الروسي في حال إصابة الجسر بأضرار كبيرة.
وأفاد التقرير بأنه من الواضح أن الولايات المتحدة تؤيد تدمير جسر القرم، ونقل عن القائد الأعلى السابق للجيش الأميركي في أوروبا، الجنرال المتقاعد بن هودجز، قوله قبل أيام قليلة “يجب تدمير جسر القرم، وبمجرد تدميره، فإن قواعد اللعبة ستتغير في شبه جزيرة القرم” وذلك لأن عزلها سيجعلها غير صالحة لأن تكون قاعدة لعمل القوات المسلحة الروسية بمختلف تشكيلاتها.
وبحسب “نيوز ري” يعتقد الجيش الأميركي أن تعطيل جسر القرم سيخلف عقبات خطيرة أمام حركة الإمداد العسكري. ونقل التقرير عن أليكسي جورافليف، النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما الروسي لشؤون الدفاع، قوله إنه لو أتيحت الفرصة للقوات المسلحة الأوكرانية لتفجير جسر القرم، لكانت فعلت ذلك منذ وقت طويل.
منظر مؤذ
وأضاف جورافليف أن منظر الجسر “يؤذي” الغرب كثيرا لأنه شاهد على الجهود الكبرى التي تبذلها روسيا لتطوير وتنمية شبه الجزيرة، على عكس “المالكين المؤقتين السابقين”.
وبرأيه، فإن دعوة الجنرال الأميركي تكشف عن رغبة أميركية في حرمان روسيا من الهيمنة بالبحر الأسود وتحييد الأسطول الروسي.
وأكد جورافليف أن بن هودجز ليس مهتما على الإطلاق بالنجاح المحتمل للقوات الأوكرانية، التي لا يزال هجومها المضاد متوقفا بعيدا جدا عن شبه جزيرة القرم.
وشدد على أن هيمنة الأسطول الروسي بالمنطقة تحرم قوات حلف الشمال الأطلسي “الناتو” من الوجود هناك، لذلك تكتفي واشنطن بتحريض القوات الأوكرانية بينما هي “تجلس” على كرسي مريح في واشنطن، على بعد 9 آلاف كيلومتر من منطقة القتال.
تفجير جسر القرم؟
وبحسب تقرير “نيوز ري” فقد أوضح الخبير العسكري ميخائيل أونوفرينكو أنه على المستوى النظري أوكرانيا قادرة على تخريب جديد للجسر، لكنه أكد أنه ليس لدى كييف فرصة لتحقيق ذلك على الأرض.
ويرى أونوفرينكو أنه من المستحيل عمليا تدمير دعامات جسر القرم، وهذا يتطلب الكثير من المتفجرات التي لا يمكن إيصالها إلى هناك.
وأضاف أنه ربما تستخدم المسيرات لضرب الجسر بصواريخ، في حال نجحت في اختراق نظام الدفاع الجوي الروسي. ولكن في هذه الحالة، سيتم إصلاح الطريق ومسار السكك الحديدية للجسر بسرعة، ما دامت الدعامات الرئيسية لم تتهدم.
وصرح ضابط الاحتياط فلاديمير جونداروف لـ “نيوز ري” بأن كييف تسعى حاليا للحصول على صواريخ أميركية جديدة طويلة المدى يمكنها الوصول إلى جسر القرم، غير أنه أعرب عن شكوكه حول إمكانية تنفيذ مثل هذه الخطة.
وأوضح بقوله “تعتقد القوات المسلحة الأوكرانية أنه يجب إطلاق الصواريخ على جسر القرم، لكننا نحميها من الأرض ومن الجو وحتى من تحت الماء. لذلك، على عكس الطائرات المسيرة، سيكون إسقاط هذه الصواريخ أسهل من إسقاط الطائرات المسيرة”.
رد موسكو
وبحسب أونوفرينكو، فإن موسكو لن تهدر المال في تنظيم حملات علاقات عامة كما يفعل الخصوم، وشدد على أن مؤسسة الجيش يجب أن تعمل بشكل متناغم وواضح وفي كل الاتجاهات، والتركيز على تنفيذ خطة هيئة الأركان العامة، حيث يشارك مئات الآلاف في تنفيذ العمليات القتالية، وقال “ليس هناك وقت لتشتيت الانتباه”.
بينما أوضح جونداروف أنه ليست هناك حاجة إلى تدابير إضافية لحماية جسر القرم حتى الآن، مضيفا “الآونة الأخيرة، قمنا ببناء دعامات هناك وأغلقنا منطقة المياه جزئيا” ولهذا فإن المسيّرات لن تكون قادرة على الاقتراب من دعامات جسر القرم.
واعتبر أونوفرينكو أن الأوكرانيين لا يمكنهم مهاجمة الجسر إلا في وسائل الإعلام، مضيفا “كل هذه حملات علاقات عامة. وحتى في كييف، يقول السياسيون ذلك بشكل مباشر، إنهم يخلقون موقفا صوريا باستمرار، لقد فشل هجومهم الإستراتيجي”.