نشرت صحيفة هآرتس رسالة موجهة إلى جندي إسرائيلي مفترض انتقد فيها الكاتب لامبالاة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “بتضحيات” الجيش في حربه في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وقال الصحفي أوري مسغاف في رسالته مخاطبا ذلك الجندي “بادئ ذي بدء، من المهم -يا صديقي- أن تدرك ما فعله رئيس وزرائكم وزوجته في يوم الغفران الماضي. لقد أمضيا اليوم في القدس مع مجموعة من المؤثرين واليهود الأميركيين، من أعوان (دونالد) ترامب ونتنياهو”.

وأسهب المقال في سرد تفاصيل احتفال نتنياهو وزوجته سارة بيوم الغفران (كيبور) الذي يعد أقدس أيام السنة عند اليهود، إذ تناولا الطعام مع ضيوفهما الأميركيين مرتين؛ في المرة الأولى وجبة قبل الصوم، ثم بعد يوم واحد، وجبة أخرى بعد الصوم “كانت عامرة بالمشروبات الكحولية، وتبادل الابتسامات”.

ووقّع نتنياهو نسخا من كتابه “بيبي”، والتُقطت له صورة والبِشْر يعلو محياه من أجل نشرها في حسابات معجبيه على منصة إنستغرام.

كل ذلك حدث “في الوقت نفسه الذي ربما كنتم (أنتم الجنود) تقاتلون في قطاع غزة أو لبنان، وكنتم تتعرضون للقصف في مناطق تجمعكم على الحدود الشمالية”.

وتابع مسغاف في رسالته إلى الجندي المفترض “كنتم هدفا ثابتا في معبر فيلادلفيا، أو في ممر نتساريم. وكنتم تستولون على جباليا وتقومون بدوريات فيها وتطهرونها للمرة الرابعة. قمتم بدوريات في الضفة الغربية”.

“وإذا كنت لا تزال جنديا نظاميا، آمل أن تكون قد أُبلغت بأن خدمتك قد مددت هذا العام 4 أشهر إضافية… وربما سيجد (قادتك) طريقة ما لتمديدها مرة أخرى قبل تسريحك من خلال خدمة الاحتياط بموجب شروط التجنيد الإجباري”.

وخاطب الصحفي قوات الجيش الإسرائيلي عبر الجندي المفترض، قائلا “إذا كنت جنديا احتياطيا، فلا بد أنك لاحظت أن هذه هي المرة الثالثة أو الرابعة التي يتم فيها استدعاؤك (لأداء الخدمة العسكرية) هذا العام. وأنك لا تكاد تتذكر حياتك السابقة، ولا أسرتك، ولا العمل ولا الدراسة التي بدأتها”.

وقال للجنود “إنكم تضحّون من أجل حكومة على وشك أن تسنّ تشريعا يعفي اليهود الأرثوذكس المتشددين من التجنيد الإجباري، بدعم من الوزراء المتطرفين في الائتلاف الحاكم”.

و”لكن هذا ليس كل شيء”، قالها الكاتب موجها حديثه إلى الجندي المفترض، “أولا عليك أن تدرك أنك وقود للحرب، وأن حياتك لا تساوى شيئا؛ إذ لم يعد لحياة الإنسان أي قيمة في إسرائيل”.

وحذره “إن متَّ في غزة أو لبنان، ستبقى صورتك في العناوين الرئيسية لمدة ساعة فقط. وبعد ذلك، سيسارعون لإنتاج المادة التالية للترويج للحكومة أو سينتقلون للحديث عن الضحايا الذين سيسقطون بعدك. وستبقى مادة جيدة فقط لمراسم التأبين”.

قد تعود يوما مكفنًا في كيس جثث أسود أو في تابوت. وحينذاك، تكون قد أصبحت دبوسًا على طية معطف، أو إكسسوارا، أو مجرد كلمات جوفاء، أو قصة على حساب سارة نتنياهو بإنستغرام، بينما هي تصلي بعيون مطمئنة وبريئة عند حائط البراق من أجل سلامة رهائننا وجنودنا.

وواصل مسغاف سخريته اللاذعة مخاطبا الجندي المفترض “قد تقولون لأنفسكم إنكم تقاتلون من أجل سكان الشمال والمنطقة الحدودية مع غزة، من أجل أبنائكم وآبائكم. من الناحية التكتيكية، من المفترض أن هذا صحيح، ولكن من الناحية الإستراتيجية أنتم تقاتلون من أجل الحفاظ على الحكومة التي تصر على عدم تحديد أهداف دبلوماسية وخطوط نهاية للحرب”.

وانتقد حكومة نتنياهو، واصفا إياها بأنها “تثرثر” كثيرا عن “الهزيمة” و”السحق” و”النصر التام”، بينما يراودها الحلم بضم قطاع غزة واحتلال “منطقة أمنية” في لبنان، وإسقاط النظام الإيراني.

وعاد متحدثا في رسالته إلى الجندي فقال “قد تعود يوما مكفنًا في كيس جثث أسود أو في تابوت. وحينذاك، تكون قد أصبحت دبوسًا على طية معطف، أو إكسسوارا، أو مجرد كلمات جوفاء، أو قصة على حساب سارة نتنياهو بإنستغرام، بينما هي تصلي بعيون مطمئنة وبريئة عند حائط البراق من أجل سلامة رهائننا وجنودنا”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version