اتهم مدير منظمة الخوذ البيضاء السورية، رائد الصالح النظام السوري وحليفه الروسي باعتماد استراتيجية عسكرية لاستهداف المنظمة التي تركز دورها على العمل الإغاثي وتوثيق الجرائم التي ترتكب بحق السوريين.

وكشف أن استهداف المنظمة من قبل النظام وروسيا كان يهدف إلى إخفاء جرائمهما، حيث أن الفرق العاملة في هذه المنظمة كانت تقوم بوضع كاميرات على الخوذ لتوثيق الجرائم وكل عمليات الاستهداف التي يتعرض لها السوريون، مؤكدا أن مراكزها ومتطوعيها استهدفوا في محافظات حلب والغوطة الشرقية وريف دمشق، و”كانت هناك تصفية كاملة لكل المتطوعين في مركز بريف إدلب”.

ولم تكتف روسيا، ثاني دولة عظمى في العالم، بقتل واغتيال المتطوعين -كما أكد الصالح- في تصريحات لبرنامج المقابلة بتاريخ (2023/9/3)- بل جندت حسابات مزيقة على موقع إكس (تويتر سابقا) ونشرت نحو 500 ألف تغريدة لتشويه سمعة الخوذ البيضاء، و”وصل بها الأمر في نفس السياق إلى شراء ذمم بعض البروفيسروات في أوروبا وبريطانيا”.

وكان الأمر الصادم أن روسيا -التي اتهمها بممارسة الكذب- طلبت عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لإخراج الخوذ البيضاء من سوريا، مشيرا إلى انه تم توجيه 16 تهمة للمنظمة تتعلق بعضها بالعمالة مع مخابرات دول أجنبية وعربية ونصرة جماعات مقاتلة ونقل واستخدام الأسلحة الكيميائية.

ورغم تلك التهم، فقد كانت منظمة الدفاع المدني السوري -التي أطلق عليها الخوذ البيضاء منذ عام 2014- لديها علاقات مميزة مع بعض الدول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والدنمارك وقطر وتتلقى دعمهم.

ووفق المعلومات التي قدمها الصالح، فقد بلغ عدد أعضاء المنظمة 3170 شخصا يعملون في 4 دول في العالم، ولديها مكاتب في تركيا وأوروبا وكندا، بينما يعمل 3 آلاف شخص في سوريا، أما ميزانيتها فقد قدرت قبل الزلزال الأخير الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير/شباط الماضي، بين 19 إلى 20 مليون دولار في السنة.

وتعمل المنظمة السورية على 4 برامج رئيسية، أولا البحث والإنقاذ والإطفاء، و ثانيا الصحة، وثالثا دعم وصمود المجتمعات، ورابعا توثيق الانتهاكات ضد النظام وروسيا.

وشدد الضيف السوري على أن منظمته ومنذ تأسيسها تبنت هوية وطنية سورية ولم تنضم لأي حزب سياسي أو أيديولوجية معينة، وتعمل باستقلالية رغم الضغوط التي تتعرض لها.

تحديات
أما التحديات التي تواجهها خلال عملها، فيحصر ضيف برنامج ” المقابلة” أكبرها في الاستجابة لمطالب المدنيين بعد هجوم النظام السوري بالأسلحة الكيميائية في خان شيخون عام 2017 وفي مدينة دوما عام 2018، موضحا أن عمل الفرق كان يركز على الاستجابة وتوثيق الانتهاكات في نفس الوقت، وأنها تلقت تدريبات على طريقة العمل بعد هجوم خان شيخون.

وقال إن الخوذ البيضاء كانت هي المنظمة المدنية الوحيدة في العالم التي تعاملت مع هجمات كيميائية، وعملت مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتمكنت من تقديم أدلة كافية لإثبات أن النظام السوري استخدم هذه الأسلحة في خان شيخون ودوما وقبلها في مناطق أخرى من سوريا.

والتحدي الآخر الذي واجه المنظمة كان وباء كورونا، غير أن الصالح اتهم في هذا السياق منظمتي الأمم المتحدة والصحة العالمية في زيادة معاناة السوريين وخاصة في المخيمات بشمال غرب سوريا، وقال إن المساعدات الخاصة بكورونا تم إيصالها للنظام قبل المخيمات بشهربن، ما اضطر متطوعي الخوذ البيضاء بالتدخل لمساعدة الناس.

كما انتقد أسلوب تعامل الأمم المتحدة مع الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وتركيا قبل نحو سبعة أشهر، حيث اتهمها بمساعدة النظام السوري في استغلال هذه الكارثة الطبيعية سياسيا.

وفي معلومات قال إنه يكشف عنها للمرة الأولى، أوضح أنه في اليوم الثاني للزازال كان نائب مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام الأممي للشؤون الإنسانية يتواجد في دمشق للتفاوض مع النظام السوري على فتح المعابر لإرسال المساعدات، لكن النظام- كما يتابع مدير الخوذ البيضاء- رفض ذلك الطلب لليوم الرابع، ولما تلقت روسيا الإشارة بأن المجتمع الدولي يصر على فتح المعابر وعقدت جلسة لمجلس الأمن حول نفس المواضوع، اتصلت موسكو برئيس النظام السوري بشار الأسد وطلبت منه الموافقة على فتح المعابر، وعبّر ضيف برنامج ” المقابلة” عن أسفه لقيام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حينها بتقديم الشكر لبشار.

ويذكر أن أبرز أعمال فرق المنظمة السورية كان مع بداية عام 2015، حيث تمكنت بعد 16 ساعة عمل، من إخراج أحد الأطفال لم يتعد عمره 7 أيام من تحت الأنقاض بعد تعرض منزل أسرته لقصف ببرميل متفجر في مدينة حلب، وانتشر حينها فيديو للطفل المعجزة الذي صار حاليا في الصف الثالث بالمدرسة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version