وقال شكري إن مجلس الجامعة العربية تبنى خلال الدورة الماضية قرارات مهمة لها دلالتها منها جعل البند الخاص بالسد الإثيوبي بنداً دائمًا على مستوى جدول الأعمال، وقرارات الاجتماعات الوزارية والقمم العربية القادمة، وهو ما يعكس استقرارًا ورسوخًا في الدعم العربي للمصالح المائية لمصر والسودان، وعلى النحو الذي يحقق مصالح مختلف الشعوب ويجعل ما يحمله الوضع الراهن من مخاطر وتهديدات جسيمة لا يمكن القبول باستمرارها.
وكشف وزير الخارجية المصري أن جولة التفاوض التي استضافتها القاهرة أخيرا تبين من خلالها، عدم وجود تغير في الموقف الإثيوبي وعدم وجود توجه للأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة التي تلبي مصالح الدول الثلاث.
وأضاف، نرصد على التوازي عدم تغير التوجه الإثيوبي الإحادي اتصالا بملء وتشغيل سد النهضة ومع استمرار المساعي المصرية الحثيثة اللتوصل لحل سلمي لهذا الأمر الذي يمس حقوقها ومصالحها المائية وأمنها القومي.
وأعرب عن تطلعه إلى استمرار دعم الجامعة العربية لحث إثيوبيا على التخلي عن قراراتها الإحادية والتحلي بالإرادة السياسية اللازمة للتوصل بلا إبطاء لاتفاق في دعمها فيما يتعلق بقضية سد النهضة، معرباً عن رفضه للمواقف المتعنتة في ظل خطوات أحادية الجانب وملء السد، مؤكدًا ضرورة الوصول إلى توافق لتحقيق مصلحة الجميع.
من جهته، أعرب وزير الخارجية المغربي الذي ترأس الاجتماع ناصر بوريطة، عن أمله في أن تستقر الأوضاع في دول الجوار بعيدا عن منطق القوة والحلول العسكرية. وقال: «هدفنا جميعا الخروج بنتائج ملموسة للدفع قدما بالعمل العربي المشترك في ظل أزمات وتوترات».
وأكد على وجود اتفاق بأن الوضع العربي الراهن مشوب بالهشاشة والتعقيد في ظل سياق دولي محموم. ورأى أن الظروف الاقتصادية والسياسية العالمية الصعبة انعكست سلبا على الظروف المعيشية للمواطن العربي. وقال إن بلاده مقتنعة بأنه لا يمكن تجاوز الوضع المحفوف بالمخاطر في غياب رؤية مشتركة تستند إلى إرادة سياسية قوية واحترام مبادئ حسن الجوار. وشدد على أهمية الموازنة بين القضايا السياسية مع الرهانات التنموية الكبرى. وأكد أن انضمام السعودية والإمارات ومصر إلى تكتل بريكس دليل على الأهمية المتزايدة لدولنا العربية داخل المنظومة الدولية. وأعرب عن أمله أن تستقر الأوضاع في دول الجوار بعيدا عن منطق القوة والحلول العسكرية، وأن تكتمل فصول التسوية السياسية في ليبيا في أقرب وقت.
بدوره، قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، إن العمل العربي المشترك يكتسب قيمة مضاعفة في ظل ما تشهده الساحة الدولية من ارتباك وصراعات. وأضاف: نجحنا أثناء الشهور الماضية في التحرك على أكثر من صعيد لتعزيز الشراكات الدولية.
وحذر أبو الغيط من أن الأوضاع في السودان تقترب أكثر من حالة الحرب الأهلية الشاملة، مشددا على ضرورة وجود حل شامل بوقف إطلاق نار نهائي.
وشهدت الجلسة الافتتاحية تسليم القاهرة رئاسة المجلس إلى المغرب، كما أنه من المرتقب إلقاء وزيري خارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا، وبولندا، زبيغنيو راو كلمة ستتناول مستجدات الأزمة الأوكرانية.
ويحضر الاجتماع أيضا مفوض عام وكالة الأونروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، فيليب لازاريني.
ومن المنتظر أن يعتمد وزراء الخارجية العرب في جلستهم المغلقة التي تعقب الجلسة الافتتاحية مشاريع القرارات التي أعدها المندوبون الدائمون.