خلت مدن لبنان الجنوبية وشوارعها من السكان، وتباطأت حركة التجارة مع تصاعد القلق في أنحاء البلاد جراء الهجمات الإسرائيلية، وتجمع الناس في الملاجئ والجبال هربا من الصواريخ.

وقالت الصحفية روث مايكلسون، في تقرير كتبته للغارديان، إن هناك جيلا جديدا في لبنان سيضطر إلى العيش تحت “الرعب الإسرائيلي”، وسردت قصصا للبنانيين رسمت عبر تجاربهم صورة واضحة لأثر الحرب على المجتمع.

وذكرت مايكلسون تجربة أبناء العمومة الطالبين نادر إسماعيل ولين ناصر اللذين هربا من الضاحية الجنوبية لبيروت مع عائلتيهما بحثا عن ملجأ في مدينة عاليه في الجبال، ولكن بعد أن وجدا منزلهم هناك مكتظا بالأقارب فضلا العودة مؤقتا إلى شقة في بعبدا حيث شلّهم الرعب من صوت الضربات الإسرائيلية.

وعلقت لين على الصدمة التي يشعر بها المرء عندما يكون وجها لوجه مع قوة مدمرة، قائلة “كان بإمكاننا الإحساس بموجات الضغط الناجمة عن التفجيرات، واهتزت النوافذ والمبنى بأكمله”. ولم تكن هذه تجربتهم الأولى فالقصف أصبح شبه يومي، ولكن من الصعب الاعتياد عليه، وفق التقرير.

وعاد الطالبان بعد ذلك إلى الجبال حيث يكافحان للتكيف مع واقع الحرب، إذ تشعر لين بالقلق من قرب حرمها الجامعي من مناطق القصف وتأخر بداية العام الدراسي، وفق ما أعلن وزير التربية والتعليم الأحد الماضي. ويواجه نادر بدوره تحدي التعليم عن بعد في بيئة مزدحمة يتخللها التوتر ودوي الانفجارات.

وذكر التقرير أن معظم مباني المدارس الحكومية في أنحاء البلاد أصبحت ملاجئ مؤقتة تؤوي أكثر من مليون نازح من جنوب لبنان وبيروت، وقال مسؤولون في الأمم المتحدة أواخر الأسبوع الماضي إن حوالي 900 من هذه الملاجئ ممتلئة الآن.

وبجانب آثار الحرب على التعليم وحياة السكان اليومية، أشار تقرير مايكلسون إلى ظاهرة هجرة أفراد الطبقتين المخملية والمتوسطة من اللبنانيين إلى مناطق أخرى في البلاد وحتى السفر إلى الخارج إذا استطاعوا، وقد اشتكى من ذلك مالك ناد رياضي في منطقة الأشرفية الراقية ببيروت بعد مغادرة 100 عضو من أعضاء ناديه المنطقة.

كذلك أوضح التقرير معاناة أصحاب المتاجر تحت وطأة الحرب بالاستناد إلى تجربة منصور عزيز صاحب مطعم وحانة مزيان، الذي أكد أن مطعمه الواقع في منطقة الحمرا غربي بيروت قد عانى من انخفاض في المبيعات بنسبة 80% تقريبا خلال العام الماضي، إذ لزم الناس بيوتهم تخوفا من أخبار الحرب الإسرائيلية على غزة.

ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من استمرار عمل بعض المطاعم والمقاهي والحانات في بعض أجزاء بيروت مثل شمال الضاحية، فإن الوضع ساء بعد الهجوم الإسرائيلي.

وقال منصور إن هناك تخوفات بشأن خطوط إمداد الغذاء، خصوصا أن “كبار مورّدي اللحوم والخضراوات هم مزارعون في الجنوب والبقاع. فإذا انقطعت هذه الخطوط وهرب المزارعون، فكيف سيصل إلينا الغذاء؟”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version