نشرت مجلة تايم مقالا لاثنين من المهتمين بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني تناولا فيه بالنقد والتحليل تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع تداعيات هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وذكر كاتبا المقال -وهما ديفيد هالبرين الرئيس التنفيذي لمنتدى السياسة الإسرائيلية وزميله مايكل كوبلو مسؤول السياسات بالمنتدى- أن نتنياهو ظل طوال الأسابيع الأخيرة يعلن رفضه قيامَ دولة فلسطينية وأن يكون للسلطة الفلسطينية دور في قطاع غزة. ويرفض أيضا تحويل كل عائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية، ولا يسمح للفلسطينيين من الضفة الغربية الذين يحملون تصاريح عمل باستئناف العمل في إسرائيل.

وكان نتنياهو قد طرح في مقالة بصحيفة وول ستريت جورنال في 25 ديسمبر/كانون الأول، 3 شروط مسبقة للسلام “غير محددة المعالم، تتلخص في القضاء على حركة حماس؛ وتجريد غزة من السلاح؛ واجتثاث “التطرف” من المجتمع الفلسطيني. لكنه فشل -بحسب المقال- في تقديم أي رؤية لكيفية حشد دعم دولي أو إقليمي لتحقيق أهدافه.

ويبدو أنه يركز على الحد من تداعيات هجوم حماس وما تلاه من عدوان إسرائيلي على غزة، ويبدو أن هجوم حماس والوضع الجديد الذي استحثته في القطاع أتاحا فرصا جديدة ظلت إسرائيل تتطلع إليها منذ زمن، على حد تعبير هالبرين وكوبلو.

إسرائيل محبطة

ولطالما سعت إسرائيل للحصول على دعم دولي ظل عصيا عليها في بعض القضايا، “فلقد حذرت لسنوات من مغبة تقديم إيران مساعدات لحماس وحزب الله اللبناني”، ومن دفع السلطة الفلسطينية أموالا للشهداء والأسرى.

وأشاد الكاتبان بما حققته اتفاقيات أبراهام للتطبيع مع دول عربية من “نجاح واضح”، في حين بدت إسرائيل “محبطة” لأن شكواها بشأن المحور الإيراني، وما تتضمنه المناهج الدراسية التي وضعتها السلطة الفلسطينية من “تحريض” ضد إسرائيل، لا تجد آذانا صاغية كثيرة.

غير أن الكاتبين يعتقدان أن رفض نتنياهو المتواصل لمناقشة أفق سياسي لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وخطبه وتصريحاته “الحماسية” المتتابعة ضد السلطة الفلسطينية يجعل من الصعب، إن لم يكن مستحيلا، الحصول على الدعم الدولي لتلك القضايا.

وأعرب هالبرين وكوبلو عن تفهمهما لشعور الرئيس الأميركي جو بايدن بإحباط متزايد، وينصحانه بضرورة زيادة الضغوط على نتنياهو وحكومته لتبني رؤية أكثر مرونة للفرص المتاحة في الوقت الحالي، وعدم التركيز فقط على المخاطر.

وشددا على أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تهدر الوقت في عقد منتديات أو مؤتمرات للمانحين لإعادة إعمار غزة إلى أن يضع نتنياهو رؤية سياسية فعالة لفترة ما بعد الحرب تتسق مع أولويات دول المنطقة؛ وإلا فإن جهود واشنطن ستضيع هباءً.

وبينما ستؤدي هذه الوضعية إلى مزيد من الاحتكاك بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أن هناك دعما سياسيا كبيرا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أميركا للجهود الرامية من أجل “إصلاح حقيقي” للسلطة الفلسطينية، وتوسيع نطاق عملية التطبيع في المنطقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version