وقال وزير الأوقاف والإرشاد محمد بن عيضة شبيبة: نثمن الجهود الكبيرة للسعودية وهي محل ترحيب، مؤكداً أن مكونات الشرعية أبدت انفتاحها لمساعي السلام؛ انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه الشعب اليمني؛ باعتبار أن السلام يحقق مصالح الجميع، ويطوي سنوات الحرب، ويعيد الدولة اليمنية لممارسة دورها في تحقيق العدل والنظام والقانون والمساواة، وتحقيق تطلعات اليمنيين بالرخاء والازدهار تحت دولة جامعة.
من جهته، أكد وكيل محافظة تعز عبدالقوي المخلافي، أن السلام العادل والشامل لليمن وفق المرجعيات الضامن لكافة حقوق للشعب اليمني في المساواة والعدالة وتطبيق النظام والقانون على الجميع دون استثناء، مشدداً على ضرورة العودة للنظام الديموقراطي كوسيلة وحيدة للحكم من خلال صناديق الاقتراع التي تمكن الشعب اليمني من نيل حقوقه. وأشار إلى أن الدور الذي تضطلع به السعودية محوري وهادف وبنَّاء وضامن لمستقبل اليمن، خصوصاً أن المملكة تعمل على تقريب وجهات النظر، وتجاوز الصعوبات، وإعادة بناء الثقة بين الحكومة الشرعية والحوثيين، والدفع نحو التوافق والقبول بعملية السلام بعيداً عن أي مصالح جانبية وتعقيدات تنعكس سلباً على اليمن والمنطقة، واصفاً الجهد السعودي بـ«الأخوي» الهادف لإيقاف الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار للبلاد بمنأى عن المشاريع وأجندة لا تخدم اليمن وشعبها.
ولفت إلى أن جميع اليمنيين ينشدون السلام ويؤيدون الجهود السعودية، مؤكدين ثقتهم بالمملكة وتطلعهم أن يستشعر الجميع مسؤولياته تجاه شعبه في ظل الحصار والجوع والفقر والدمار الحاصل التي أنتجتها الحرب، والعمل على لملمة الوضع لما فيه المصلحة العامة.
ويرى وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الحج والعمرة مختار الرباش، أن «السلام مطلب شعبي، والدور السعودي مهم ونقدره عالياً، خصوصاً أنه يصب في رأب الصدع»، معرباً عن أمله أن تتكلل هذه الجهود بإعادة مؤسسات الدولة ودورها الحيوي والمهم.
المملكة قوة داعمة
بدوره، قال الصحفي سمير اليوسفي: «الجهود التي تبذلها السعودية تحظى بتأييد إقليمي ودولي في سبيل التوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، والتوافق على حل سياسي مستدام، تنتج عنه حكومة وحدة وطنية تشترك فيها مختلف المكونات السياسية»، موضحاً أن الجهود السعودية ملموسة؛ وهي ثمار عمل متواصل وجبار قامت به المملكة بعيداً عن التعجل أو الضجيج الإعلامي.
وشدد اليوسفي على ضرورة تحويل نتائج الجهود السعودية إلى مشاريع عمل تتصف بالديمومة ووضع آلية لخارطة الطريق التي تبدأ بتثبيت وقف إطلاق النار وتحويل الهدنة إلى سلام دائم وتوحيد سعر العملة وتثبيتها، وصرف رواتب الموظفين، واستئناف تصدير النفط والغاز، وفك الحصار عن المدن، وفتح كافة الطرقات والمعابر وإطلاق المختطفين والأسرى، والبدء في معالجة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً المتعلقة بالماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء، إضافة لترتيبات عمليات نقل السلع والبضائع بين المحافظات والمدن المختلفة، وبالتالي فإنّ خارطة الطريق المؤمل توقيعها الشهر الجاري ينبغي أن تدرك المكونات اليمنية أنها فرصة تاريخيّة للتحول نحو السلام الدائم بدعم غير محدود من المجتمع الدولي، يستلزم تجاوز الترحيب بها إلى التعاطي الجاد والتعامل معها بإيجابية واقعية تزيل تعقيدات الملفات المتراكمة.
وطالب اليوسفي الحوثي بإعلاء مصلحة اليمنيين، ونبذ التعصب الطائفي وأفكارها المستوردة، وتسليم السلاح للدولة وإعادة ممتلكات النازحين والمشردين.
سلام دائم
وحظي التحرك السعودي لرأب الصدع بين الأطراف اليمنية باهتمام إعلامي واسع. وعزا رئيس تحرير صحيفة عدن الغد فتحي بن لزرق هذا الاهتمام الشعبي والإعلامي بالجهود السعودية إلى أسباب كثيرة؛ أهمها أن اليمنيين يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالسعودية، ويرون أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة، فضلاً عن العلاقات السياسية والتاريخية والجغرافيا التي تجمع بين الشعبين، إضافة إلى أن السعودية كانت حاضرة خلال عقود طويلة في ملفات الصراع اليمني كقوة وساطة إيجابية، وساهمت بشكل أو بآخر في تسريع عملية المصالحة اليمنية خلال مراحل الصراعات السابقة.
وقال لزرق: الدور الإقليمي الذي تلعبه السعودية، باعتبارها قوة حاضرة وفاعلة في الملفات الدولية كافة، يمنحها تسجيل حضور كبير في الملف اليمني بصورة تجعلها قوة داعمة لأي مصالحة يمنية ـ يمنية، مضيفاً: «السعودية سند وعون لنا، ونعول عليها لثقتنا بها، ولقوة تأثيرها وإمكانيتها على دفع الأطراف السياسية للتوصل لتصالح سياسي، وتنفيذ ما اتفق عليه، ونعول عليها أيضاً بالاستمرار في ما يخص دعم الاقتصاد»، وهو ما أيده الصحفي سامي الكاف قائلاً: «إعلان المبعوث الأممي عن توصل أطراف الصراع إلى الالتزام بمجموعة من التدابير، يشير إلى بدء مرحلة جديدة في غاية الأهمية والصعوبة على طريق الوصول إلى حل سياسي شامل وعادل ومستدام، وما كان هذا ليتم لولا الجهود السعودية التي تتبنى سياسة واضحة باتجاه استقرار المنطقة بشكل عام وليس في اليمن فقط»، مبيناً أن متطلبات عملية السلام المنتظرة من أطراف الصراع في اليمن تحتاج أقصى درجات ضبط النفس وإتاحة بيئة مواتية للانخراط في حوار حقيقي وجاد.
وشدد الكاف على أهمية معالجة أسباب الصراع في مساراته المختلفة والأخطاء المتراكمة، معتبراً إعلان المبعوث الأممي التوصل لتفاهمات جس نبض، حقيقياً للمرحلة التالية وهي مرحلة التفاوض المباشر.
من جهته، يرى عضو المشاورات اليمنية في الرياض صلاح الأسدي أن الجهود السعودية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية، بالتوازي مع البرامج الإنسانية والتنموية التي تنفذها بشكل يومي في كل محافظات الجمهورية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محل تقدير، مبيناً أن الشرعية ذهبت في جهود إحلال السلام إلى أبعد الحدود من أجل إنقاذ ملايين اليمنيين من الكارثة الإنسانية، وظلت دوماً حريصة على تحقيق السلام.
وأشار إلى أن الشعب اليمني وقياداته مع أي حوار يفضي إلى سلام دائم وشامل ويتوافق مع الأطر والمرجعيات الثابتة للحل السياسي في اليمن، ويتطلع لدولة تكن الاحترام لجيرانها، وتكون شريكاً أساسياً في الأمن الإقليمي والدولي.
تأييد شعبي
وترى عضوة المشاورات اليمنية سارة العريقي أن «السعودية بذلت جهوداً كبيرة قبل اندلاع الحرب؛ بهدف حقن الدماء وتقريب وجهات النظر، لذا فإن جهودها مستمرة وتهدف لإخراج بلادنا من دائرة الحرب والقتل، إلى السلام والتنمية»، مبينة أن اليمنيين يبحثون عن دولة عدل ومساواة وسلام عادل يحفظ للجميع الحقوق وينبذ العنصرية والتطرف والتمييز العرقي.
وشددت العريقي على أهمية توحيد صف كل المكونات اليمنية وإعلاء مصلحة البلاد فوق كل الاعتبارات، وهو ما أيده عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري خالد طربوش، الذي قال: إن هناك تفاعلاً شعبياً كبيراً وداعماً للجهود السعودية.
وأشار طربوش إلى أن السعودية واليمن في خندق واحد، وقد بذلت السعودية الكثير في سبيل تحقيق السلام والمطلوب الآن من كل المكونات السياسية التفاعل مع مبادرة السلام بكل جدية والمزيد من النقاش بكل واقعية وأخذ زمام المبادرة في تحديد مستقبل بلدهم والاتفاق على شكل الدولة، مبيناً أن الشعب اليمني يثق بأن السعودية ستظل إلى جانبه وتساند تطلعاته.