قالت روسيا إن دفاعات قواتها أحبطت الليلة ثلاث هجمات أوكرانية بزوارق مسيرة حاولت استهداف جسر القرم في البحر الأسود، وأكدت أنها استهدفت نظام التحكم الإلكتروني الإستراتيجي للجيش الأوكراني، ودمرت مصانع للمسيّرات البحرية، في وقت أعلنت فيه أوكرانيا نجاح اختبار صاروخ باليستي يبلغ مداه ألف كيلومتر، وتستعد لاستلام ذخائر أميركية خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية أن الزوارق الأوكرانية المسيرة تم اعتراضها وتدميرها في الوقت المناسب قبل الوصول لأهدافها بالبحر الأسود.
وتوقفت حركة مرور المركبات على جسر القرم مؤقتا هذه الليلة.
وجسر القرم الذي أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشييده بعد ضمّ شبه الجزيرة عام 2014، استُهدف مرارا بهجمات أوكرانيّة. وهو يُشكّل بنية تحتيّة مهمّة مدنيا وعسكريا تربط روسيا بشبه الجزيرة.
من جهته، أكد عمدة موسكو إسقاط مُسيّرة قرب المدينة، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير طائرة مسيرة أخرى في مقاطعة موسكو.
وقال حاكم منطقة كورسك الروسية إن مسيرتين أوكرانيتين هاجمتا مدينة كورتشاتوف فجر أمس الجمعة. وفي مقاطعة بريانسك، قال الحرس الوطني الروسي إنه أسقط 3 طائرات مسيرة فوق المقاطعة. كما أعلنت سلطات مقاطعة بيلغورود إسقاط مسيرة صباح أمس فوق المقاطعة دون تسجيل أضرار أو خسائر.
وفي تطور آخر، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت 5 ضربات دقيقة أدت إلى تعطيل نظام التحكم الإلكتروني الإستراتيجي للجيش الأوكراني.
وأضافت الوزارة أن القوات الروسية دمرت ورشات تجميع المسيّرات البحرية المستخدمة من قبل كييف لشن هجمات على الأراضي الروسية.
من جهته قال رئيس المركز الصحفي للتجمع الغربي للقوات المسلحة الروسية سيرغي زيبينسكي إن الجيش الروسي استولى على معقلين وصد خمسة هجمات مضادة أوكرانية في اتجاه كوبيانسك في مقاطعة خاركيف.
بدوره دعا عمدة العاصمة الروسية سيرغي سوبيانين إلى توسيع الدفاعات الجوية في المدينة لمواجهة الارتفاع الملحوظ في هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية.
وأفاد سوبيانين بنصب منظومات دفاع جوي جديدة في الأسابيع الأخيرة في مناطق مختلفة من أجل حماية المدينة.
هجوم نادر
وفي المقابل، أعلنت أوكرانيا الجمعة أنها شنت هذا الأسبوع هجوما بمسيّرات على مطار روسي انطلاقا من الأراضي الروسية للمرة الأولى.
وهذا الأسبوع تعرض مطار بسكوف على بعد 700 كيلومتر من أوكرانيا لهجوم شكل أحدث ضربة تهز الأراضي الروسية منذ أن توعدت كييف “بإعادة” النزاع إلى موسكو في يوليو/تموز الماضي.
وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف عبر تليغرام أن “المسيرات التي استخدمت لشن هجوم على قاعدة كريستي الجوية في بسكوف أطلقت من داخل روسيا”، مضيفا “أصيبت 4 طائرات شحن عسكرية روسية من طراز إيل-76 نتيجة الهجوم”.
وقال بودانوف -في مقابلة مع موقع “ذي وور زون”- “ننشط في الأراضي الروسية”. وبحسب هذا الموقع، رفض المسؤول الكشف عما إذا كانت العملية نفذها رجاله أم روس يعملون لحساب كييف.
وفي مقابلة مع الجزيرة، قال مستشار وزير الدفاع الأوكراني والمتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية يوري ساك إن بلاده تعمل على تطوير قاعدة لصناعاتها العسكرية، وإنها تستطيع بنجاح اختبار صواريخ يصل مداها إلى ألف كيلومتر.
صاروخ سارمات
وأمس الجمعة، أعلنت روسيا عن وضع صاروخها الباليستي الجديد العابر للقارات من طراز “سارمات” في الخدمة.
وقال رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) يوريبوريسوف إن موسكو وضعت صاروخ “سارمات” الملقب بالشيطان في الخدمة، وهو من الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، وتتفاخر روسيا بامتلاكها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في يونيو/حزيران الماضي أن الصاروخ الذي يعمل بالطاقة النووية سيكون جاهزا للنشر قريبا، قبل أن يُعلن عن وضعه بالخدمة الجمعة.
ويمكن للسلاح، المتمركز في تجويف تحت الأرض، أن يحمل ما يبلغ 15 رأسا نوويا، وفقا لمسؤولين روس. لكن مسؤولين بالجيش الأميركي يقدرون عدد الرؤوس النووية التي يمكنه حملها بعشرة.
ويصل مدى الصاروخ الثقيل، الذي يبلغ وزنه 208 أطنان، إلى 18 ألف كيلومتر، وتقول موسكو إنه قادر على الوصول لأي مكان بالعالم.
واختبرت القوات المسلحة الروسية صاروخ “سارمات” لأول مرة في أبريل/نيسان 2022 في منطقة بليسيتسك (حوالي 800 كيلومتر شمال موسكو). ووصلت صواريخ الاختبار إلى أهدافها في شبه جزيرة كامتشاتكا أقصى شرقي البلاد.
صواريخ أوكرانية
على الجانب الآخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف اختبرت بنجاح صواريخ محلية الصنع يبلغ مداها 700 كيلومتر حاليا.
وأضاف زيلينسكي، في كلمة له، أن كييف طوّرت مدى الأسلحة الأوكرانية ليبلغ 700 كيلومتر حاليا، وأن القيادة تسعى إلى زيادة مدى الأسلحة الهجومية.
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية للجزيرة إن كييف “فخورة” بتجربة إطلاق الصاروخ بنجاح بمدى 700 كيلومتر، مشيرا إلى أن مداه يبلغ ألف كيلومتر وأنه إنجاز مهم لأوكرانيا.
وبهذا المدى تستطيع أوكرانيا استهداف مساحات واسعة داخل روسيا من بينها العاصمة موسكو، التي لا تبعد سوى 500 كيلومتر عن الأراضي الأوكرانية.
وقد استهدفت مثل تلك الأسلحة بالفعل عدة مقاطعات روسية، وفقا لما تعلنه موسكو لا سيما في الشمال حيث طالت الهجمات كورسك وبيلغورود وتولا والعاصمة موسكو.
وقد وصلت هجمات الطائرات المسيرة في الشمال إلى مطار بسكوف على بعد 800 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، لكن سلطات كييف قالت إن تلك المسيرات أطلقت من داخل الأراضي الروسية.
وفي هذا السياق، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن لا تشجع أي ضربات عسكرية داخل روسيا، رغم أن واشنطن من أبرز مزودي كييف بالأسلحة والصواريخ خلال حربها مع روسيا.
وأضاف كيربي في إحاطة أنه من الملاحظ أن القوات الأوكرانية حققت تقدما خلال الأيام الثلاثة الماضية، مضيفا أنه يتوقع أن ترد روسيا على هذا التقدم الأخير.
ذخائر أميركية
وفي سياق متصل، أشارت وثيقة اطلعت عليها رويترز وأكد محتواها مسؤولان أميركيان بشكل منفصل، إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن سترسل لأول مرة ذخائر خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا.
وبإمكان القذائف من هذا النوع المساعدة في تدمير الدبابات الروسية، وهي جزء من حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف من المقرر الكشف عنها الأسبوع المقبل.
ويمكن إطلاق الذخائر من دبابات “أبرامز” الأميركية، التي قال مصدر مطلع إن من المتوقع تسليمها لأوكرانيا خلال أسابيع.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن حزمة المساعدات الجديدة ستتراوح قيمتها بين 240 و375 مليون دولار بحسب محتواها.