تلقت أسعار النفط دعما جيدا في مستهل الأسبوع الجاري، من سعي الولايات المتحدة لإنعاش احتياطياتها النفطية الاستراتيجية، بينما يكبح المكاسب استمرار المخاوف من تخمة المعروض من الخام، وتوقعات ضعف نمو الطلب على الوقود في العام المقبل.
ورجح تقرير لبنك ستاندرد تشارترد أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 92 دولارا للبرميل في الربع الأول من عام 2024، و94 دولارا للبرميل في الربع الثاني، و98 دولارا للبرميل في الربع الثالث، و96 دولارا للبرميل في الربع الرابع، و98 دولارا للبرميل بشكل عام في عام 2024.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون “إن مستقبل صناعة النفط إيجابي للغاية”، موضحين أن الإحصائيات تشير إلى أن أرباح النفط آخذة في الارتفاع، حيث يخطط عديد من الشركات الكبرى لزيادة الاستثمارات في استخراج الوقود التقليدي في المستقبل.
وذكر المحللون أن الولايات المتحدة شهدت عاما قياسيا في نمو الإنتاج النفطي، كما أن شركتي شيفرون وإكسون موبيل منشغلتان بالاستحواذ على شركات منافسة تتمتع باحتياطيات غير مستغلة، ما يشير إلى أنهما تعتقدان أنهما غير قلقتين بشأن التهديد المزعوم الذي يلوح في الأفق المتمثل في ذروة النفط.
وفي هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، “إن جهود (أوبك +) تصب في مصلحة استعادة التوازن في السوق”، مشيرا إلى أن ملء الاحتياطي الأمريكي مجددا يدعم توقعات الطلب ويوفر دعما للأسعار، لافتا إلى تأكيد بنك ستاندرد تشارترد أنه فيما يتعلق بتوقعات العرض والطلب، فإن نتائج اجتماع “أوبك +” تبدو داعمة بشكل كبير، حيث تم التحوط لزيادات إنتاج مؤثرة في الربع الأول من عام 2024.
وأوضح أن اجتماع “أوبك +” ركز على التوقعات الاقتصادية السلبية للاقتصاد العالمي خاصة الركود في الولايات المتحدة، لافتا إلى توقعات تشير إلى سحب مخزون عالمي قدره 0.5 مليون برميل يوميا في الربع الأول من العام المقبل.
من جانبه، ذكر ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن طوعية تخفيضات “أوبك +” لا تقلل من أهميتها، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يعتمد فيها التحالف على تخفيضات الإنتاج الطوعية من قبل كبار المنتجين التي أثبتت فاعليتها في فترات سابقة أكثر صعوبة من الفترة الراهنة.
وتوقع أن تخفيضات إنتاج النفط الخام البالغة 1.7 مليون برميل يوميا الموعودة للربع الأول من عام 2024 من المرجح أن يتم تنفيذها بالكامل، مبينا أن بعض التراجعات السعرية التي أعقبت اجتماع وزراء “أوبك +” تعود إلى عدم قدرة بعض المتداولين على الفهم الصحيح لأبعاد تلك القرارات.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، “إن نتائج اجتماع (أوبك +) تبدو واضحة للغاية لكل المعنيين بالسوق النفطية”، متوقعا أن يظهر المتداولون التزاما كبيرا بمراكز شراء جديدة مع تلاشي أي غموض بشأن تخفيضات “أوبك +” المستمرة.
ولفت إلى استمرار التخفيضات الإنتاجية من جانب دول التحالف في محاولة دعم أسعار النفط الخام، لكن الاتجاه الصعودي قد يكون صعبا، بينما تهيمن المخاوف من الركود على الاقتصاد العالمي على الرغم من أن الطلب على النفط لا يزال قويا للغاية.
بدورها، ذكرت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، أن أوبك حريصة دائما على تأكيد الحاجة المستمرة إلى جميع موارد الطاقة، كما كانت حريصة على رفض أي اتفاقيات تستهدف الوقود التقليدي في مفاوضات المناخ الأخيرة.
وسلطت الضوء على أهمية تصريحات هيثم الغيص أمين عام أوبك، التي أكد فيها أن المنظمة ستستمر في الدعوة إلى تقليل الانبعاثات وليس المفاضلة بين مصادر الطاقة، مشيرة إلى أن العالم يحتاج إلى استثمارات كبيرة في جميع الطاقات بما في ذلك الهيدروكربونات وجميع التقنيات وفهم احتياجات جميع الشعوب من الطاقة، حيث يجب أن تكون تحولات الطاقة عادلة ومنصفة وشاملة. وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس مواصلا مكاسبه لثاني جلسة.
وخلال التعاملات أمس ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 75.95 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط سبعة سنتات أو 0.1 في المائة إلى 71.30 دولار للبرميل.
وقفز الخامان بأكثر من 2 في المائة يوم الجمعة، لكنهما انخفضا لسابع أسبوع على التوالي وهي أطول فترة تراجع أسبوعي منذ 2018 مع استمرار المخاوف بخصوص تخمة المعروض.
وأدى ضعف الأسعار إلى زيادة الطلب من الولايات المتحدة التي تسعى لإضافة ثلاثة ملايين برميل من الخام إلى احتياطي البترول الاستراتيجي للتسليم في مارس 2024. ويتلمس المستثمرون هذا الأسبوع مؤشرات بخصوص أسعار الفائدة من اجتماعات خمسة بنوك مركزية، منها المركزي الأمريكي، وبيانات التضخم الأمريكية لمعرفة تأثيرها في الاقتصاد العالمي ونمو الطلب على النفط.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 77.47 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 76.43 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة، وأن السلة خسرت نحو خمسة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 82.59 دولار للبرميل.
إنعاش الولايات المتحدة احتياطياتها الاستراتيجية يدعم النفط .. ومخاوف التخمة تكبح المكاسب
قد يهمك أيضاً
اترك تعليقاً
© 2024 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.