في خطوة مثيرة للجدل، قام إيلون ماسك، الملياردير المعروف، بإطلاق مخطط يانصيب للناخبين المسجلين في الولايات المتأرجحة بالولايات المتحدة، والذي يثير تساؤلات قانونية.

وعرض ماسك دفع مبلغ 47 دولارًا لكل ناخب مسجل يوقع على عريضة تدعم حرية التعبير وحق حمل السلاح وهي حقوق يحميها الدستور الأميركي.

وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن ماسك أنه سيتم إدخال الموقعين في سحب يومي على جائزة قدرها مليون دولار حتى يوم الانتخابات في 5 نوفمبر/تشرين الثاني. هذا السحب يتم إدارته من خلال لجنة عمل سياسي (PAC) مؤيدة لترامب، والتي أسهم ماسك فيها بحوالي 75 مليون دولار.

العرض الذي قدمه ماسك قد يكلفه حوالي 18 مليون دولار فقط من خلال شيكات اليانصيب، بالإضافة إلى المدفوعات الصغيرة للموقعين والإحالات وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الإيكونوميست. والهدف من هذا المخطط، وفقًا لمصادر من لجنة العمل السياسي، هو تعزيز الدعم لترامب في الولايات المتأرجحة.

ووفق الإيكونوميست، فقد ارتفع عدد الجمهوريين المسجلين للتصويت في ولاية بنسلفانيا إلى نحو 28 ألف شخص في الأسبوع الأخير من التسجيل أكثر من ضعف عدد الديمقراطيين.

شكوك قانونية

تقول الإيكونوميست إنه هناك ثمة جدلا قانونيا حول ما إذا كان عرض ماسك ينتهك قوانين الانتخابات الفدرالية. وفقًا لريتشارد بريفاولت، أستاذ القانون في كلية كولومبيا، فإن توقيت إطلاق اليانصيب – قبل 3 أيام فقط من موعد انتهاء التسجيل في بنسلفانيا – يشير إلى نية حث الأشخاص على التسجيل للتصويت، وهو ما قد يكون مخالفًا للقانون.

من جانبه، قال ريك هاسن، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا في حديث للإيكونوميست، إنه “بمجرد بدء دفع الأموال كحافز للتسجيل، فإنه يعتبر انتهاكا للقانون الفدرالي”.

وتذكر الصحيفة أنه وإلى جانب مخطط ماسك، هناك حالات أخرى أثارت الجدل القانوني. على سبيل المثال، قدمت شركة “كاردز أغينست هيومانيتي” عرضًا مشابهًا، حيث قدمت ما يصل إلى 100 دولار للأشخاص الذين لم يصوتوا في انتخابات 2020 إذا اعتذروا وأعلنوا نيتهم التصويت هذه السنة. مثل هذه العروض تثير تساؤلات حول ما إذا كان يمكن اعتبارها رشوة للناخبين.

بينما يرى بعض المحللين أن هذه الخطط قد تثير تحديات قانونية، حيث يشير بريفاولت إلى أن أي طعون قانونية قد لا تأتي في الوقت المناسب للتأثير على نتائج الانتخابات. “لم يحدث شيء مثل هذا من قبل، ولا أحد يعرف الجواب النهائي”، كما قال بريفاولت.

وكان ماسك قد صرح سابقا عن مدى قلقه بشأن ما يراه تهديدًا لحرية العالم الغربي، مشيرًا إلى أنه انخرط في السياسة ليس برغبة شخصية، بل لاقتناعه بضرورة حماية المستقبل. فيما أفادت الإيكونوميست بأن ماسك قد تلقى وعدًا بمنصب في إدارة ترامب المستقبلية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version