ضمن الاحتفاء باليوم الوطني الـ94 للمملكة العربية السعودية، عقد مجلس وادي القرى الثقافي بالعلا، بالتعاون مع ديوانية الحسين التاريخية بالرياض ندوة ثقافية بعنوان «إنسانية المملكة»، يوم الأحد 19/3/1446هـ الموافق 22/9/2024 في تمام الساعة السابعة مساء عبر تطبيق «زوم».

وشارك في الندوة كل من مندوب المملكة الدائم لدى اليونسكو سابقاً الدكتور إبراهيم البلوي، والمحلل السياسي اللواء عبدالله القحطاني، والدكتورة فاطمة إلياس الناقدة والكاتبة من جامعة الملك عبدالعزيز، والدكتور إبراهيم العتيق من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، وتولى إدارة الندوة الشاعر والإعلامي المعروف سلامة الزيد مدير عام إذاعات جدة سابقاً.

وافتتح الندوة الدكتور سالم بن عبدالرحمن البلوي صاحب مجلس وادي القرى الثقافي بالعلا، بالنيابة عن المستشار عبدالعزيز آل حسين المشرف العام على ديوانية الحسين التاريخية بالرياض مرحباً بالمشاركين، ومهنئاً الجميع بحلول هذه المناسبة السعيدة التي تعم بالفرحة جميع أرجاء الوطن الغالي، ومقدماً أسمى آيات التهنئة والتبريك للقيادة الرشيدة ولكافة أبناء هذا الوطن المعطاء.

بعد ذلك، بدأ المشاركون الحديث عن إنسانية المملكة في مجال حضورها الدائم في دعم المنظمات الدولية، ووصولها في الآونة الخيرة إلى أرقام قياسية تحدثت عنها وكالات الأنباء العالمية، ما يعد قفزة في تنمية العمل الإنساني الذي تقوده المملكة عالمياً، وأوضحوا أن إنسانية المملكة بناء متكامل وضع لبنته الأولى المؤسس الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ، عندما بدأت في عهده برامج الابتعاث الأولى التي تستهدف الاستثمار في الإنسان السعودي، واليوم تجسدت إنسانية المملكة بشكل بارز للعيان في مركز الملك سلمان العالمي للإغاثة من غير تفريق في العمل الإنساني وأن الجميع على حد سواء، ثم جاءت رؤية المملكة 2030 لاستشراف المستقبل في برامج طموحة، فأخذت في الاعتبار الاستثمار في الإنسان السعودي، فالمملكة تنطلق في أعمالها من منطلقات إنسانية جعلت منها أنموذجاً عالمياً في مجال العمل الإنساني.

ومن أعمال المملكة الإنسانية دعم مشاريع ثقافية وتربوية وتعليمية في جميع أنحاء العالم عن طريق المنظمات الأممية مثل منظمة «اليونسكو»، كما أن مشاريع مؤسسة «مسك» الخيرية لدعم الشباب في جميع أنحاء العالم ومستهدفاتها الإنسانية تعد مثالاً واضحاً لإنسانية المملكة في الداخل والخارج.

وكمثال على إنسانية المملكة وحضورها الدولي وأن تأثيرها لم يبق محصوراً على محيطها العربي بل تعداه إلى التأثير العالمي، ما حصل في إطار الأزمات الدولية وسعي المملكة لايجاد الحلول الإنسانية المناسبة، وهذا لم يكن ليتم لولا ثقة الدول الكبرى بالمملكة وحضورها الإنساني.

وأشار المشاركون في الندوة إلى إنسانية المملكة في مجال تمكين المرأة في المشاريع التنموية، خصوصاً أن رؤية المملكة 2030، ساهمت بشكل أساسي في دعم المواطنين رجالاً ونساء للعمل في جميع مجالات التوظيف وفي جميع التخصصات، الصحية والتعليمية والأمنية والرياضية، حتى وصلت نسبة الوظائف النسائية إلى 30%، كما كان للأوامر الملكية التي صدرت، ومن ضمنها السماح للمرأة بقيادة السيارة، والسماح لها بمزاولة جميع الأنشطة، ودخولها قبة مجلس الشورى، أثر إيجابي على المرأة وتمكينها.

وفي ما يخص المجال الصحي، وهو جانب إنساني بحت، تحدث المشاركون في الندوة عن إنسانية المملكة في المجال الصحي، فذكروا أن من النماذج المشرقة لهذا الجانب ما يحدث في الحج كل عام، حيث تستقبل المملكة آلاف الحجاج من ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن، وهم يتحينون فرصة الحج لدخول المملكة لينعموا بالرعاية الصحية المجانية، والمملكة تعلم ذلك، ما ترتب عليه إجراء عمليات قلب مفتوح، وقسطرة قلب، وفي موسم الحج الماضي فقط أجرى الأطباء السعوديون ما يقارب 3,000 عملية قسطرة قلب، وهي عمليات مكلفة، وهذا لا يحدث في العالم، إلا في مملكة الإنسانية.

وأشار المشاركون إلى دور مركز فصل التوائم السياميين الذي أصبح منارة عالمية تحال إليه الحالات المستعصية من جميع أنحاء العالم، فتجرى لهم تلك العمليات مجاناً من دون تفرقة بسبب اللون أو العرق أو الجنس أو الدين، وقد أجرى المركز حتى الآن 60 عملية فصل.

وفي حالات الكوارث والحروب والأزمات في بعض الدول، تجد للمملكة أيادي بيضاء ببناء مستشفيات ومراكز طبية، ونقل المرضى والجرحى وعلاجهم في المملكة وإعادتهم إلى أوطانهم، كما حصل في اليمن وسورية والسودان وغزة، وحتى أزمة أوكرانيا، ما جعل لقب مملكة الإنسانية لا يليق إلا بالمملكة العربية السعودية.

ثم فتح مدير الندوة سلامة الزيد المجال لمداخلات الجمهور، فكانت مشاركة المستشار عبدالعزيز الحسين المشرف العام على ديوانية الحسين التاريخية، حيث أثنى على العرض الذي تم في الندوة، مثمناً التعاون بين مجلس وادي القرى الثقافي والديوانية في إحياء هذه المناسبات الوطنية المجيدة.

ثم طلب الدكتور نعيم الغالي من تونس المداخلة، حيث أكد أن إنسانية المملكة متجذرة في كل مواطن سعودي، وذكر أنه عاش في المملكة 10 سنوات لامس فيها طيب تعامل السعوديين وكرمهم، وعدم التفريق في التعامل بين سعودي وغير سعودي، وأن التعامل بإنسانية يشمل المواطنين والمؤسسات، مؤكداً أن المملكة مرتبطة بإرث حضاري أثبتته الدراسات الأثرية، ويؤكد ذلك الحضور السياحي منقطع النظير الذي تشهده المملكة حالياً.

وختم الندوة الدكتور سالم بن عبدالرحمن البلوي صاحب مجلس وادي القرى الثقافي، مؤكداً أن إنسانية المملكة هي تطبيق لجوهر ومضامين رسالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version