أعلن الجيش الأوكراني -اليوم الأحد- أن قواته اخترقت خط الدفاع الروسي الأول في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق)، وبالتزامن مع ذلك، قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 22 طائرة مسيرة روسية فوق منطقة أوديسا.
وقال الجنرال أولكسندر تارنافسكي، قائد مجموعة القوات العملياتية والإستراتيجية الأوكرانية في منطقة تافريا، إن القوات الروسية بدأت تتراجع إلى خط الدفاع الثاني الأقل تحصينا في المنطقة.
وأضاف تارنافسكي -في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية- أن القوات الأوكرانية تعاملت مع حقول ألغام زرعها الروس في المنطقة، مما جعل الهجوم الأوكراني يبدو بطيئا، مقرّا بأن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر كبيرة منذ بدء الهجوم المضاد في يونيو/حزيران الماضي.
وتابع القائد العسكري الأوكراني أن أوكرانيا معنية بالعودة إلى حدودها لعام 1991، مؤكدا أن وقف الهجوم سيمكن الروس من إعادة تجميع قواتهم.
وفي المقابل، قال المتحدث باسم قوات دنيبرو في الجيش الروسي إن وحداته تمكنت من صد 4 هجمات للقوات الأوكرانية في مناطق سكنية بزاباروجيا، كما أعلن المتحدث مقتل أكثر من 100 عسكري أوكراني وتدمير مستودع للذخيرة وآليات عسكرية ومركز لمراقبة المسيرات في اتجاه خيرسون بالجبهة الجنوبية أيضا.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من إعلان كييف أن قواتها سيطرت على قرية روبوتين الإستراتيجية، وأنها تتجه إلى مدينة توكمك ضمن هجوم مضاد باتجاه مدينتي مليتوبول وبرديانسك الأوكرانيتين الواقعتين جنوبا على بحر آزوف، وتخضعان للسيطرة الروسية منذ الأيام الأولى للحرب التي اندلعت أواخر فبراير/شباط 2022.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قواته تتقدم في جبهات القتال، وذلك ردا على بعض التقارير الغربية التي أشارت إلى أن مسؤولين أميركيين عبروا عن ضيقهم من بطء الهجوم المضاد المستمر منذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي، بل ومن الإستراتيجية الأوكرانية التي وصفوها بالمعيبة.
وفي واشنطن، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن القوات الأوكرانية حققت تقدما خلال الأيام الثلاثة الماضية، لكنه توقع أن ترد روسيا على هذا التقدم الأخير.
وتؤكد كييف أن قواتها تحرز تقدما في زاباروجيا وكذلك في محيط مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك (شرق)، لكنها تقر في المقابل بتقدم القوات الروسية في محور كوبيانسك بمقاطعة خاركيف (شمال شرق).
هجوم على أوديسا
وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت قيادة منطقة الجنوب الأوكرانية أن دفاعاتها الجوية أسقطت اليوم الأحد 22 مسيرة روسية من نوع “شاهد 131 و136” (إيرانية الصنع) من مجموع 25 مسيرة شنت هجوما استهدف المنطقة الجنوبية في مقاطعة أوديسا.
وقال متحدث باسم قيادة الجنوب إن الهجوم استهدف البنية التحتية لموانئ المقاطعة، ومن بينها تلك التي تقع على نهر الدانوب وتُستخدم لتصدير الحبوب، مشيرا إلى أن الهجوم استمر 3 ساعات ونصف الساعة وأسفر عن إصابة شخصين.
وأكد الجيش الأوكراني أن القصف الروسي استهدف مواقع صناعية مدنية، فيما أعلن الجيش الروسي أنه قصف بالمسيرات ميناء ريني على نهر الدانوب قرب الحدود مع رومانيا، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت منشآت لتخزين الوقود تستخدم لإمداد القوات الأوكرانية.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت اليوم الأحد مسيرة أوكرانية حاولت مهاجمة منشآت في مقاطعة بيلغورود الحدودية.
وأكدت الوزارة أن الدفاعات الروسية أسقطت مقاتلة أوكرانية من طراز ميغ 29 في زاباروجيا.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن جهاز الاستخبارات والقوات الخاصة تمكنا من تدمير محطة روسية للرصد والتعقب قرب بلدة سفاتوف في مقاطعة لوغانسك (شرق).
جسر القرم
من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدت -مساء أمس السبت- هجوما أوكرانيا بـ3 زوارق مسيرة استهدف جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014.
ونقلت رويترز عن سلطات القرم الموالية لروسيا أن حركة المرور عادت لطبيعتها على الجسر بعد توقف قصير في وقت مبكر اليوم الأحد.
وكان جسر القرم تعرض لهجمات أوكرانية عدة، وتسبب آخر هجوم يوليو/تموز الماضي في أضرار كبيرة في الجزء الذي تسلكه السيارات، علما أنه يُستخدم أيضا في نقل المعدات العسكرية إلى الجيش الروسي الذي يقاتل في أوكرانيا.
وأعلن الجيش الأوكراني مؤخرا أنه نفذ عملية خاصة داخل شبه جزيرة القرم، وتقول أوكرانيا إنها تضع استعادة المنطقة ضمن أولوياتها.
ممر البحر الأسود
وفي سياق منفصل، قال الرئيس الأوكراني إن سفينتين أخريين مرتا عبر ممر الشحن المؤقت في البحر الأسود.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا تستعيد حرية الملاحة الحقيقية في البحر الأسود، وحث -من سماهم- الحلفاء على دعم بلاده بتوفير مزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
وعقب انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب منتصف يوليو/تموز الماضي، شنت روسيا هجمات عدة على موانئ تصدير الحبوب جنوبي أوكرانيا، وتقول موسكو إنها تضرب أهدافا عسكرية هناك.